خبر خير – فاطمة رشاد

يُعد الجبس الطبيعي من أجود أنواع الجبس، ويوجد هذا النوع من الجبس (جبست) مع الصخر الملحي على أشكال (أجسام) مسطحة تتطابق مع الحجر الجيري أو الحجر الرملي أو الطيني، أو على هيئة رواسب ذات طبقات سميكة.

الجبست: راسب أرضي غير نقي يتكون من أليف متوازية تختلط بالرمل والطين، وتشكل كتلة جبسية، كثيرة التشقق، تتميز بلمعة لؤلؤية، والجبس الصخري نوع متماسك؛ قشري أو محبب، ويعد السيلينيت أجود أنواع الجبس.

وعن كيفية استخراج الجبس يقول الجيولوجي محمد أحمد: “يُستخرج الجبس باستخدام المتفجرات، أو بطريقة آليَّة، تستخدم آلة الحفر المفتوحة بعد أن يُزال الغطاء السطحي لتجنب تشويه الطبقات”، وقال: “هُناك شركات تنقيب وحفر، تعمل على تكسير الخامات المستخدمة إلى قطع صغيرة بحجم العدسات، وتخزن في مستودعات، ومن ثم يُرسل إلى المحمصة، وبعد ذلك يُرسل إلى الطحن”. ويضيف قائلاً: ” لابد من استعمال الإسمنت والتربة كي يبقى الجبس مقاوما لاسيما أثناء عملية البناء.

استخدامات الجبس:

 للجبس استخدامات متعددة، أهمها: الاستخدام الطبية في تثبيت الكسور، وصناعة الطباشير، والاستخدام الرئيسي للجبس هو دخوله في مجال الزينة، كصناعة القمريات، وفي المباني التي تعتمد الطراز اليمني. إذ عرفه اليمنيون منذ القدم، ويُعرف لدى عامة الناس باسم “النورة”، وفي هذا الشأن يقول سالم باحكيم أحد العاملين بهذا المجال لخبر خير: “يستخدم الجبس في بناء الحوائط الجافة والجدران والألواح الصخرية، ويستخدم في الكُتل الخرسانية وفي تشيد المنازل الحديثة، ويُكثر استخدامه في القمريات، كما يدخل الجبس في الديكور الداخلي للمنازل”.

ويقول: “هناك جبس مستورد وهذا النوع نستطيع أن ننقش عليه ونشكله، ونعمل منه قباب وقمريات، وهناك جبس مُصنع، وهو عبارة عن جبس أضيفت له مواد مبيضة كي يكون أكثر صلابة، وقد تطورت صناعة الجبس في مجال الديكور وأُدخل عليها مواد أُخرى كالزجاج الملون والمعشق والأخشاب. وما يميز الجبس مرونة استخدامه، فهو إلى جانب دخوله في صناعة الديكور، فإنه يُخلط بنسب معينة لاستخدامه في بناء الأماكن ذات الرطوبة العالية، لا سيما في المناطق القريبة من البحر، كما أن هناك نوعية من الجبس تستخدم في بناء المولات؛ لأنها تقاوم الحرائق”.

فنُّ التُحف الجبسية

يحضر الجبس في البناء المعماري اليمني بشكل كبير، وفي نقوش المساجد، وقبابها، وهو عنصر أساسي في القمريات، والتحف والمجسمات. ولا يقتصر استخدام الجبس في مجالات البناء وصناعة الزينة والديكور، بل يدخل في صناعة التحف، وتتحدث إخلاص الخطيب إحدى الفنانات المبدعات عن استخدامها للجبس في مشروعها الفني (صناعة التحف)، قائلة: “مشروعي صناعة حاملات الشموع والتحف من الجبس والإسمنت الأبيض بأحجام وأشكال متعددة، وقالت: إن الشموع المعطرة وجميع المكونات التي أعمل بها متوفرة والحصول عليها سهل، لكن الصعوبة التي أواجهها هي عدم توفر قوالب سيلكون بالأشكال والأحجام المطلوبة، لذا اضطر لصنع قوالب يدوية من الفلين، لا تعطيني الشكل المتقن الذي أرغب به، وتوفره القوالب الجاهزة التي تتميز بسهولة النزع بعد الجفاف، فضلاً عن عدم وجود مكان واسع يُحفظ فيه الشموع أثناء عملية التجفيف، وهذا يؤدي أحيانًا إلى تلف بعض الأشكال، لأن العمل على الجبس يحتاج لمعمل خاص أو مكان مناسب بعيد عن أفراد العائلة؛ كونه يؤثر على صحة الإنسان”.