خبر خير – فاطمة رشاد
يُقبل اليمنيون على تربية المواشي (أغنام، أبقار، ضأن)، ويستعينون بمردودها لتجاوز الأزمة الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية الصعبة التي تسبب بها الصراع في اليمن، وتعدُّ مشاريع تربية الأغنام والأبقار من الحلول الرئيسة التي يعتمد عليها اليمنيون في المرحلة الحالية لمواجهة الفقر وتوفير ما تيسر من احتياج الأسر اليمنية.
وأدَّى تضرر قطاع الزراعة في اليمن جرَّاء الصراع، وبسبب عوامل أخرى كالجفاف الذي يحلُّ في فصل الشتاء وانحسار المساحات الزراعية إلى انعدام أعلاف المواشي، كلُّ هذه العوامل أثرت في اليمنيين وفي تسير شؤون حياتهم، الأمر الذي دفع بسكان الأرياف إلى البحث عن حلول لتساعدهم على مواصلة عيشهم ومواجهة الأزمات.
3 ملايين و200 ألف راعٍ في اليمن
الحلول الطارئة للحدِّ من المجاعة هي ما يحتاجه اليمن لاسيما في القطاعات الإنتاجية، كالزراعة والأسماك والإنتاج الحيواني، ووفقًا لمنظمة الفاو “فإن الثروة الحيوانيَّة لوحدها تعدُّ مصدر دخل رئيس لـ “3ملايين و200 ألف راعٍ في جميع أنحاء اليمن”. ومن ثمًّ فإن تقليص أو توقف الدعم لهذه القطاعات سيتسبب في أزمة إنسانية طارئة، وهو ما دعا منظمة “الفاو” لمناشدة المانحين بهدف رفع مستوى الاستجابة وتوفير مساعدات عاجلة لتخفيف محنة المزارعين والصيادين في اليمن.
وإلى جانب دور منظمة “الفاو” الداعمة لهذا القطاع فإن منظمات المجتمع المدني بدورها تبذل جهدًّا لاستمرار بقاء هذا القطاع الإنتاجي. الصندوق الاجتماعي حصل على منحة بريطانية للاستجابة الإنسانية نفَّذ بفضلها مشاريع تستهدف بناء أماكن إيواء الحيوانات (حظائر)، حيث بُنِيت(44) حظيرة نموذجية تتكون من جزء مسقوف وجزء مكشوف، وكذلك معلف ومشرب للحيوانات، بينما ما يزال عدد(16) مشروعًا تحت التنفيذ وبتكلفة تقديرية إجمالية(1,308,231) دولارًا سيستفيد منه نحو (14,560) فردًا 25٪ من النساء.
ووزعت مؤسسة “ميار للتنمية” الأغنام والأبقار على350 أسرة من مديريتي الأزارق والشعيب، وحصلت كلُّ أسرة على (3) رؤوس من الأغنام، وإلى جانب ذلك حصلت الأسر أيضًا على أعلاف حيوانية، كما وزِّعت (48) قطاعة أعلاف كبيرة ومعدات الحلابة لـ(200) مستفيد من محافظة شبوة.
مخاطر تهدد القطاع الحيواني في اليمن
هناك الكثير من العوائق التي تؤثر سلبًا في القطاع الحيواني في اليمن، ولكنها في مجملها تتعلق في المقام الأول باستمرار الصراع في اليمن الذي يؤثر في القطاعات الحيوية جميعها.
وعن أبرز هذه العوائق يقول عبدالرحمن الخطيب (متخصص في الثروة الحيوانية في وزارة التخطيط): “هناك نقص شديد في التغذية وبخاصة في الأعلاف التقليدية وهناك انحسار للمراعي وشحّة في الأمطار، بالإضافة إلى انتشار الأمراض بين الحيوانات وضعف الإنتاج في السلالات المحلية؛ نتيجة لغياب التحسين الحيواني والحفاظ على المادة الوراثية الحيوانية”.
وأضاف الخطيب: “أن غياب الدور التأهيلي والتدريب والإرشاد الحيواني والبيطري أسهم إسهامًا كبيرًا في تراجع مستوى تقديم الخدمات الصحية البيطرية للمزارعين والمربيين، ولغياب التأهيل والتدريب أيضًا نجد أن بعضهم يقوم بذبح إناث العجول والأغنام والماعز وصغارها”.
سوق اللحوم في اليمن
وفقاً للإحصاء الزراعي فقد بلغت أعداد حيوان الماعز المسجلة في مختلف مناطق اليمن نحو(8,644,657) مليون رأس، وأما الضأن والخراف والأغنام فتبلغ نحو(9,571,887) مليون رأس، وبلغ عدد الأبقار( 1,503,453) مليون رأس، وأما الإبل فقد بلغت نحو(459,885) ألف رأس.
وتبعًا للإحصاء الزراعي فإن المساحات الزراعية تراجعت من(150) ألف هكتار إلى( 131,415) ألف هكتار في عام 2018م بفارق مساحة مقدارها نحو(18,585) ألف هكتار.
هذا وتشهد أسعار اللحوم ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق اليمنيَّة، حيث لم يعد باستطاعة الأُسر متوسطة الدخل شراء اللحوم الحمراء إلَّا في الأعياد والمناسبات، وغالبًا ما يُلقي المستهلكون اللوم على مالكي المجازر. إلاَّ أن محمد علي (مالك مجزرة) يقول موضحًا:” ليس نحن من نتحكم بأسعار اللحوم فهناك رسوم تفرض علينا عند جلب الأغنام والأبقار من مالكيها وهناك أيضًا فارق العملة، وأنا أبيع اللحم بالسعر الذي لا يسبب لي الخسارة”.
وشدَّد الخطيب “على أن ارتفاع أسعار اللحوم هي مسؤولية الجهات المختصة التي لابد أن تقوم بتسهيل التجارة الداخلية والخارجية للمواشي الحية ودعم الإنتاج المحلي عن طريق دعم المدخلات للإنتاج المحلي وزيادة الإنتاج الحيواني ورفع المعروض من المواشي واللحوم وخفض تكلفة الإنتاج والنقل والخدمات والجبايات غير المبررة في الأسواق”.
تحقيق الاكتفاء الذاتي
إن البحث عن حلول لتعزيز الإنتاج الحيواني في اليمن في الأوضاع الراهنة يجب أن يعتمد بدرجة أساسية على تكاتف القطاعات المؤثرة في الإنتاج الحيواني.
وقال الخطيب “إن إمكانية توفير مساحات خضراء لمربي الحيوانات، الذي يعتمد على زراعة الأعلاف الحيوانية المحسنة في المواسم المطرية وتبني مشروعات تطوير وتحسين المراعي الطبيعية، التي تحدُّ من رقعة التصحُّر، بالإضافة إلى استخدام وسائل الري الحديثة، كل ذلك سيحدُّ من تراجع الإنتاج الحيواني الذي يشهده هذا القطاع”. هذا بالإضافة إلى اعتماد خطط علاجية للتطعيم الدوري للحيوانات وتوفر التطبيب البيطري في الأرياف والعُزل فهذا سيحدُّ من تدهور هذا القطاع.
LEAVE A COMMENT