خبر خير

قامت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) بتسليم مركز جديد لمكافحة الجراد الصحراوي إلى السلطات المحلية بشكل رسمي في سيئون، في محافظة حضرموت في اليمن، في إطار الجهود المبذولة والمستمرة للسيطرة على آفة الجراد.

يعد مركز سيئون، واحدًا من خمسة مراكز أنشئتْ في إطار مشروع الاستجابة للجراد الصحراوي والممول من البنك الدولي؛ بهدف تحسين إدارة آفة الجراد في المناطق الرئيسية لتكاثره في اليمن. من بين هذه الخمسة المراكز، يوجد مركزان رئيسيان في صنعاء وعدن، وثلاثة مراكز إقليمية في محافظات الحديدة وشبوة وحضرموت. وسيتم تسليم المراكز الأربعة الباقية إلى السلطات خلال الأسابيع القليلة القادمة.

وجدير بالإشارة إلى أن المحافظات الخمس المذكورة تعد مناطق لتكاثر الجراد في اليمن، وأن بناء المراكز فيها سيعمل على تحسين إدارة وتوزيع موارد مكافحة الجراد بما يسهم في السيطرة على آفة الجراد.

تتضمن المراكز مباني إدارية ومستودعات تخزين للموارد ومراكز تدريب ومكاتب معلومات الجراد. وتشمل موارد مكافحة الجراد على أدوات ومعدات للمسح وحملات المكافحة وأدوات الحماية الشخصية وأجهزة ومستلزمات المكافحة، بالإضافة إلى المبيدات الحيوية. بالإضافة إلى تسليم 62 سيارة للمسوحات والرش ضمن المشروع.

أنشئت هذه المراكز الجديدة في صنعاء والحديدة بهدف تعزيز قدرات الإدارة العامة في وقاية النبات، وستعمل هذه المراكز بدلاً عن المراكز التي تدهورت وباتت تفتقر للاحتياجات الأساسية لإدارة ومكافحة الجراد بالصورة المثلى. إن إنشاء المركز الرئيسي في محافظة عدن، بالإضافة إلى المراكز الإقليمية في محافظتي شبوة وحضرموت ستعمل على السيطرة على أخطار الآفة؛ إذ لم تبنَ مثل هذه المراكز في الفترة السابقة في هذه المحافظات، مما أدى إلى تقليل السيطرة والإدارة للآفة.

تعد اليمن أحد أهم مسارات تكاثر الجراد في منطقة الشرق الأوسط، وسيسهم ذلك تأسيس هذه المراكز في تقليل تفشي الآفة في الإقليم وخارجه.

أعرب معالي اللواء سالم عبد الله عيسى السقطري، وزير الزراعة والري والثروة السمكية، عن شكره للبنك الدولي على التمويل المالي ولمنظمة الأغذية والزراعة على تعاونها مع الحكومة خلال تنفيذ هذا المشروع.

وقال الوزير: “إن تدخلات البنك الدولي ومنظمة الأغذية والزراعة تسهم في تعزيز القدرة المؤسسية للوزارة من خلال إنشاء خمسة مراكز؛ لمكافحة الجراد الصحراوي، بالإضافة إلى أن توفير الأدوات والمعدات والتدريبات الفنية اللازمة وجلسات التوعية أدت الى رفع قدرات ومهارات الأداء في المراقبة والتحكم والإدارة لهذه الآفة التي تتسبب في أضرار جسيمة للمحاصيل والمراعي في كل مرة يحدث فيها تفشي هذه الآفة”.

وأضاف ممثل منظمة الأغذية والزراعة في اليمن، الدكتور حسين جادين، أن المراكز مطلعةٌ على كيفية التعاون مع البنك الدولي والسلطات اليمنية؛ لتعزيز الأمن الغذائي والتغذية في البلاد. وقال الدكتور جادين: “نحتاج إلى بناء خطوط دفاعية قوية ضد الآفات والأمراض مع استمرار رحلة تحول الأنظمة الزراعة والغذائية. ستلعب هذه المراكز التي نسلمها اليوم دورًا مهمًا في هذا الصدد، وأنا ممتن للبنك الدولي لدعمه لنا في جعل هذا الأمر واقعًا”.

وأضاف الدكتور جادين أن منظمة الأغذية والزراعة عملت مع السلطات لضمان إدارة مستدامة للمراكز.

سيكون موظفو مراكز مكافحة الجراد مشاركين في عمليات المراقبة والتحكم. وستجمع البيانات من الحقول ونقلها إلى مكاتب معلومات الجراد في المراكز الرئيسية في عدن وصنعاء؛ إذ تُحلَّل البيانات وإجراء توقعات لوضع الجراد لدعم التخطيط واتخاذ القرارات. وكما سيتم أيضًا مشاركة البيانات من مراكز معلومات الجراد الرئيسية مع دول أخرى في المنطقة ومع خدمة معلومات الجراد في منظمة الأغذية والزراعة. وستُستخدم المعلومات لتحليل الجراد وتوقعه عالميًّا، مما يخدم نظام الإنذار المبكر للجراد على المستوى العالمي.

بالإضافة إلى إنشاء مراكز مكافحة الجراد الصحراوي، قدم المشروع أيضًا دعمًا لأنظمة الإنذار المبكر عن الجراد من خلال توريد ست محطات جوية وتركيبها. وبين عامي 2021 و2023، تم تنفيذ المسح الميداني وعمليات السيطرة على الجراد في اليمن.

علاوة على ذلك، قدم المشروع تدريبًا على المسح الميداني وعمليات المكافحة، وإدارة المبيدات، وتطبيق المعايير البيئية والصحية والسلامة، وجلسات توعية مع المجتمع حول تأثير الجراد على الزراعة والاقتصاد ومخاطر المبيدات.

 المصدر:  FAO