خبر خير – د. نهى ناصر
كان اليوم العالمي للعمل الإنساني في اليمن مختلفًا هذا العام، حيث عُدَّ الأكثر بروزًا ونشاطًا، واحتفى به اليمنيون أفرادًا ومؤسسات ونشطاء.
وتعمل مئات المنظمات والمؤسسات الإنسانية في اليمن وبمساندة الآلاف من اليمنيين على مساعدة الناس عبر مبادرات مجتمعية، وتنفذ هذه المنظمات برامج مساعدات إنسانية في كل مناطق اليمن، فيما يتركز العمل الإنساني بدرجة أساسية في أماكن الصراع والنزوح التي لجأ إليها المتضررون.
ففي ظل الظروف التي يمر بها اليمن والتي نتجت ارتفاع نسبة اليمنيين المتضررين من الصراع الذين هم بحاجة عاجلة إلى الغذاء والدواء، كان العمل الإنساني حاضرًا لا سيما أن البلد ــــ ووفقًا لما قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبرغ ـــــ يواجه أكبر حالة نزوح داخلي من بين البلدان التي تخوض صراعًا.
وعن أهمية المساعدات الإنسانيَّة أضاف المبعوث الأممي في كلمة له في الجلسة المنعقدة في الأمم المتحدة نهاية أغسطس أنه ” يوجد 235 مليون شخص على مستوى العالم في حاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية عام 2021م”.
وقال: “وصل معدّل الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية إلى شخص واحد من أصل كل 33 شخصًا حول العالم، مما يُعد زيادة كبيرة من معّدل واحد إلى كل 45 شخصًا عند تدشين اللمحة العامة عن العمل الإنساني العالمي لعام 2020م”.
وعن دور مؤسسات المجتمع المدني في العمل الإنساني قال فارس العلي (رئيس منظمة المستقبل): “يتمثل دور مؤسسات المجتمع المدني – خصوصًا التنموية والإنسانية- الفعالة من جمعيات ومؤسسات ومنظمات وتكوينات مجتمعية في تعزيز القدرة المحليَّة للمجتمع ووعيه في تنمية موارده واستغلالها في أطر وأشكال مؤسسية مختلفة تمكنه من تنظيم وبناء نفسه بنفسه، واستعداده لمواجهة الأزمات والكوارث”.
وأضاف العلي: “كما تعمل مؤسسات المجتمع المدني على الاستجابة السريعة لآليات العمل الإنساني والإغاثي ورفع الجاهزية وتحقيق أفضل أداء مؤسسي، بالإضافة إلى التفاعل مع خطط الاستجابة الإنسانية في اليمن والإنعاش المبكر وإعادة الإعمار”.
من جهتها قالت رئيسة مؤسسة عطايا التنموية المهندسة تسهيد عاصم: “إن العمل الإنساني في اليمن يعد المنقذ للكثير من الأسر المتعففة التي لا تستطيع مواجهة الظروف، وتحمل أعباء الحياة”.
وأضافت تسهيد لموقع “خبر خير”: “أن رواد العمل الإنساني والمتطوعين والممولين للبرامج الإنسانية في اليمن يقومون بجهود ساعدت على تماسك المجتمع وحفظته من الوقوع في المجاعة التي تهدد الملايين”.
العمل الإنساني يبحث عن شراكة
يقول فارس العلي: “تعاني منظمات المجتمع المدني المحلية والوطنية في اليمن من مشكلة عدم وجود شراكة فعالة بين المانحين والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني اليمنية ما يمكنها من بناء قدرتها على تأدية دور قيادي؛ للاضطلاع بدورها في العمل الإنساني والتنموي والتفاعل الجيد مع جهود الاستجابة الإنسانية حاليًّا، ويؤهلها لاحقًا بعد انتهاء النزاع في اليمن”.
من جهتها قالت رئيسة مؤسسة عطايا التنموية: ” أكثر الصعوبات التي نواجهها في عملنا الدعم القليل أمام الاحتياج الكثير وارتفاع الأسعار، فنحن بحاجة إلى مشاركة حقيقية بين رواد العمل الإنساني والجهات ذات الاختصاص، أو فتح جسور الثقة بيننا وبين والتجار؛ لمنحنا إمكانات موسعة في مساعدة أغلب المحتاجين الذين تغيرت أحوالهم بين ليلة وضحاها، ومنهم من لم يعد يستلم راتبه والآخر توفي ذويه نتيجة وباء أو مرض خطير”.
وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، نظمت مؤسسة تمدين شباب، وبالشراكة مع الإئتلاف المدني للتنمية والاستجابة الإنسانية، وشبكة نير (NEAR) الدولية، لقاءً موسعًا مع منظمات المجتمع المدني المحلية، حول مأسسة العمل الإنساني وتحسين آلية الاستجابة الإنسانية وتعزيز جهود السلام، ونتج هذا اللقاء إطلاق مبادرة لتوطين العمل الإنساني في اليمن.
ووفقًا لما أعلنته مؤسسة تمدين على صفحتها “أن المبادرة انطلقت من الحاجة المحلية الملحّة، والاتفاقيات الدولية المعنية، كـ”الصفقة الكبرى” و”الميثاق من أجل التغيير”.
ونشرت تمدين أن (66) منظمة محلية، ناقشت واقع توطين العمل الإنساني في اليمن، والعوائق التي تواجه مأسسة العمل الإنساني، ودور منظمات المجتمع المدني في تعزيز جهود الاستجابة الإنسانية.
وتنشط المبادرات والأعمال الإنسانية المجتمعية في الأرياف والمدن اليمنية بجهود وتكافل مجتمعي كبير.
وحققت هذه الأنشطة في اليمن نجاحًا ملحوظًا انصب على إنجاز برامج وأعمال إنسانية كمشروعات الطرقات، والمياه، وبرامج إغاثية، وصحية، وتعليمية.
LEAVE A COMMENT