خبر خير – فاطمة رشاد
عدن مدينة تحتفظ بجمال شواطئها الخلابة التي يقصدها الناس من كل مكان؛ الأمر الذي دفع الكثير من المستثمرين لإنشاء منتجعات تخدم الوافدين إليها.
هناك أسماء معروفة للمنتجعات في عدن بعضها يعمل، وبعضها الأخر أغلق بسبب الأحدث التي مرت بها المدينة كالمنتجعات التابعة لأشهر فنادق عدن.
محمد الجعبي (مدير أحد المنتجعات في عدن) يقول لـ”خبر خير”: إنه يستقبل زوراه في المنتجع الذي يديره، ويقدم لهم برامج ترفيهية كالحفلات الفنية التي تقام يوم الجمعة من كل أسبوع، لا سيما تلك التي تُخصص للأطفال.
وأضاف الجعبي: “الدور الترفيهي للمنتجع يعيد الابتسامة والفرح اللذين فقدهما أغلب من تأثروا بالصراع ومروا بحالة من الاكتئاب، كما تساعد المنتجعات على توفير الخصوصية للعائلات”.
وأكد “أن المنتجعات في عدن توفر للزوار خدمات متنوعة وأسعار مقبولة، كما تقدم لهم إطلالة خاصة للشاطئ”.
وقال الجعبي: “إن المنتجعات وفرت وظائف كثيرة للشباب بمختلف التخصصات والمهن الموزعة بين الاستقبال، والنظافة والخدمات والصيانة، والأمن وغيره. ولكل منتجع إدارة تعمل على وضع برنامج خاص لاجتذاب الزوار وتقديم الخدمات. والتنافس كبير بين المنتجعات، فكل منتجع ينافس الآخر في تقديم الخدمات، والعروض المسرحية الكوميدية”.
تقول الفنانة أميمة عارف (من فرقة كلاكيت التي تقدم عروضها المسرحية الكوميدية): “النادي يقدم عروضًا وبرامج ترفيهية متنوعة بين مسرح، ومسابقات تقام كل أسبوع، وأنا أسعد بلقاء الجمهور على خشبة المسرح”.
سعيد عوض (أحد زوار النادي) يقول: “كلُّ أسبوع نزور أنا وأسرتي المنتجع ونقضي أوقاتًا ممتعة؛ وتقدم لنا فقرات متنوعة نسعد بها”.
الفنان التشكيلي وائل ياسين من جماعة حوار الرؤية كل أسبوع يقدم أعمالًا إبداعية مع النزلاء في المنتجع وذلك بواسطة رسمهم وبيع لوحاتهم الفنية التي تعرض هناك.
يقول وائل لـ”خبر خير”: “نحن ــ جماعة حوار الرؤيةـــ نحضر كل أسبوع ونعمل على رسم الأشخاص الذين يطلبون منا رسمهم فنفيد ونستفيد”.
ويضيف: “الزوار هنا خليط من جميع الجنسيات والديانات تشعرك أنك في عالم آخر”.
من جهتها تقول دعاء علي (إحدى مرتادي المنتجعات في عدن): “المنتجعات استطاعت أن ترسم الابتسامة على وجوه كثير من الناس، فالناس ينشدون الخدمات المميزة لا سيما الفنية منها”.
تضيف دعاء، فتقول: “حضرت حفلًا في أحد المنتجعات بعدن كان لفرقة هندية قدمت عروضًا موسيقية، الجميع كان سعيدًا ومبتهجًا في هذه الحفلة التي استطاعت أن تلامس قلوب الناس، وتعبر عن الجمال الهندي الذي ظهر في لبس طاقم الحفلة للزي البنجابي”.
خرطوم الفيل
وسط امتداد البحر تمتد سلسلة صغيرة من الصخور مكونة شكل خرطوم لفيل، وفي ذاك المكان أُنشِئ منتجع منذ عقود، سمِّي بمنتجع خرطوم الفيل، هذا المنتجع يعد من الأماكن الترفيهية والسياحية التي تحتل مكانة في نفوس أهل عدن.
الكل يرتاد هذا المكان؛ من أجل التقاط صورة على حواف تلك الصخور المجسِّمة شكل خرطوم الفيل. الخدمات التي يقدمها المنتجع تشتمل ألعاب الأطفال، والعروض المسرحية، والموسيقية”.
محمد خالد (محلل اقتصادي)” تحدث مع “خبر خير” عن الاستثمار السياحي قائلًا: “مع الأوضاع التي يعيشها اليمن من غلاء وارتفاع في الأسعار، إلا أن هناك من استطاع أن ينعش جانبًا آخر من الاستثمار وهذا ما نجده في الاستثمار في المنتجعات”.
يضيف خالد: “بعض المنتجعات في عدن استطاعت أن تُحدث طفرة في الجانب الاستثماري وهذا يطمئن الزائر إلى اليمن، عندما يجد المنتجعات مفتوحة تقدم خدماتها بطريقة جيدة ومن دون عراقيل”.
وقال: “إن هناك تحديات تواجه جميع المنتجعات في اليمن، أبرزها ارتفاع صرف العملة، وانقطاع الكهرباء والماء، فيجب أن تتوفر مقومات الاستمرار لكي تنجح هذه المشروعات”.
إنه مع ما تواجهه الأسر من ضغوط شديدة بسبب الصراع إلَّا أنها استطاعت أن تتعايش مع الأوضاع المستجدة، وتمكَّن السكان في عدن من أن يخلقوا مساحة من السعادة هناك حيث تلتقي الأسر في المنتجعات.
LEAVE A COMMENT