خبر خير – فاطمة رشاد
ازداد عدد المبادرات الشبابية في العديد من المحافظات. منها ما تطرح قضايا مجتمعية وأخرى تعالج وتبحث عن حلول. المبادرات صوت من لا صوت له، وتطرح المشكلة للتفاعل معها وتقوم بإيصال الرسالة على الوجه المطلوب عبر وسائط متعددة منها وسائل التواصل الاجتماعية عن طريق الهشتاجات التي تساعد على إبراز قضايا كثيرة ووضع حلول لها.
هناك جملة من المبادرات التي أقيمت في البلد منها مبادرات للتَّوعية ومبادرات جمالية تهتم بالتزيين والتشجير وحملات النظافة التي يطلقها دائمًا الشباب ويتعاونون على إنجازها بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى عدد من المبادرات الشبابيَّة التي تُعنى بمعالجة القضايا المجتمعية.
وتتميز المبادرات بتنوع موضوعاتها واتجاهاتها وتطلق في وقت معين وتنتهي في وقت محدد لها.
مبادرة (معًا نستطيع) التي يقودها فهمي زيد (رئيس اتحاد كمال الأجسام) وتضم مبادرته 50 عضوًا، استطاع من خلالها أن يقدم خدمات نوعية لمجتمعه.
يقول فهمي زيد: “تأسست مبادرة معًا نستطيع في 2016م بهدف مساعدة الشباب وتنمية قدراتهم وغرس فكرة المبادرة والتعاون في عمل الخير، وتنظيف بعض المراكز والأماكن الخدميّة وتأهيلها مثل مستشفى الصداقة، ومستشفى الأمراض العقلية في محيط المبادرة بالشيخ عثمان وما جاورها، بالتعاون ودعم من منظمة أدرا ومنظمة ميرسي كوربس”.
وأضاف فهمي لـ”خبر خير”: ” تقدم المبادرة الدعم النفسي للذين أصيبوا في أثناء الصراع، بالإضافة إلى إقامة أطباق خيرية يهدف من ورائها إلى شراء الألعاب للأطفال، وشراء بعض المواد الغذائية للأسر الأكثر احتياجًا. وبالتنسيق مع عدد من المنظمات أُقيمت دورات تدريبية لأعضاء مبادرة معًا نستطيع”.
وعن الدعم الذي تقدمه منظمة “ميرسي كوربس” تقول إحدى العاملات في المنظمة: “دعمنا مبادرات كثيرة قدمها لنا الشباب، وسهلنا لهم بعض الأمور؛ كي يتمكنوا من تقديم مبادرتهم، أمَّا عن حجم الدعم فالمبالغ المقدمة ليست كبيرة”.
تجربة في العمل مع المبادرات
شعيب العفيف له أكثر من مبادرة في تعز وعدن وصنعاء يقول: “عملت مع مبادرات شبابية وفرق عمل في أكثر من محافظة ففي تعز قدمنا مبادرة (الشبابية للتوعية البيئية) وكنا ننفذ مشروع التجربة اليابانية في التعامل مع المخلفات، وفي صنعاء عملت مع فريق (أيقظي الشبابي) لمعالجة قضايا المجتمع عن طريق الفن والإعلام، وفي عدن عملت مع مبادرات (السلام والتعايش) بين اليمنيين والصومال.
ويضيف شعيب لـ”خبر خير”: “عملت مع مبادرات شبابية لتنفيذ مشروع الألفية التابع للأمم المتحدة للتوعية بمرض الإيدز، كما عملت مع العديد مع المبادرات الشبابية لإخراج اللوحات التعبيرية الصامتة والمسرحيات التي تناقش قضايا المجتمع. للمبادرات دور مهم في تسليط الضوء على مشكلات المجتمع والإسهام في حلها، وأغلب الدول تعتمد على المبادرات وعلى دور الفرق الشبابية من أجل حل مشكلات المجتمع”.
محمد خالد السباق (أحد الشباب الذين كانوا يحرصون على حضور فعليات المبادرات التي تطلق على المواقع، والتي تعمل على الأرض) وجَّه اعتراضه على بعض المبادرات في عدن، قائلًا: “إن المبادرات في عدن لا تخرج عن كونها ترفًا من بعض الأشخاص فمن معه مجموعة من الشباب يخرج بمبادرة، وأكثر أهدافهم تأتي متشابهة”.
من جهتها تقول أمة الرحمن العفوري (صاحبة مبادرة تهادوا تحابُّوا): “المبادرات الشبابية عادة ما تقوم على دعم التوجه لخدمة الجانب الإنساني”.
وتضيف لـ”خبر خير”: “كان لي العديد من الأعمال بصفتي رئيسة لمبادرة (ترابط التنموية) ومشاركة في العديد من المبادرات الشبابية التي أحدثت تغييرًا مجتمعيًّا وساعدت على التخفيف من أعباء المجتمع عن طريق مساعدة الأسر في توفير السلل الغذائية، وكذلك التمكين الاقتصادي للنساء، ورسم البسمة على وجوه الأطفال عن طريق توزيع الكسوة عليهم ومشاركتهم في الأنشطة الترفيهية بالإضافة إلى تقديم التوعية حول جائحة كورونا”.
المبادرات الشبابية يأتي دورها مكملًا لما تقوم به منظمات المجتمع المدني، فهناك أعمال تحتاج إلى وقفات سريعة من دون مقابل، فالذين يقومون بها في الغالب شباب متطوع يحب العمل التطوعي، وليس شرطًا أن تكون المبادرة من عدة أشخاص، بل ممكن أن تقوم المبادرة بشخصين.
اندا الصلاحي (رئيسة مؤسسة إنسان التنموية) توضح لنا أسباب وجود هذه المبادرات في الساحة وتقول: “في ظل غياب دور الجهات ذات الاختصاص، ونتيجة لما آلت إليه أوضاع الناس من تدهور أسهمت المبادرات المجتمعية في القيام بواجبها تجاه المجتمع”.
وتضيف اندا لـ”خبر خير”: “ساعدت المبادرات في تلمس أوضاع الناس والنازحين واحتياجاتهم والتعاون في إيصالها إلى المنظمات الداعمة، والبحث عن حلول إسعافية للحالات الطارئة فمن الأعمال التي قدمتها المبادرات المجتمعية توفير الاحتياجات الطارئة من المأكل والملبس ورفع الإحصائيات ورفع القدرات التنموية والتمكين الاقتصادي”.
وتابعت بقولها: “قدمنا مبادرتين تطوعيتين مبادرة (تشبيك للتنمية المجتمعية) ومبادرة (رائدات مجتمعيات من أجل أبين) بدعم خيري من التجار واشتراكات الأعضاء وبعض فاعلي الخير. وقد اتجهت مبادراتنا نحو التنمية البشرية التي تتمثل في التدريب والتأهيل للطاقات البشرية نحو تمكين يحسِّن من دخل الأسرة والمجتمع”.
وتبعًا لإحصائيات مبدئيَّة حصل عليها موقع “خبر خير” فإن 125 مبادرة شبابية انطلقت من محافظة عدن عبر مجموعة من الشباب المبادر والمسهم في عملية إيجاد الحلول المشتركة بين الدولة والمجتمع. مشكلات كثيرة وتحديات كبيرة تواجه معظم المبادرات ومنها أنه لا يوجد لها داعم يمكنها من تنفيذ المبادرة تنفذًا سليمًا، ويسهل أمور المنفذين لها من الشباب والناشطين.
تقول إحدى المشاركات في المبادرات الشبابيَّة: “عندما نقوم بأيِّ مبادرة نحاول أن نبحث أولًا عن داعمٍ لأننا لا نستطيع أن نقوم بأي شيء إلَّا إذا وجدنا الأدوات التي تمكننا من تنفيذ هذه المبادرة، فنحتاج مثلًا إلى الملصقات، والأوراق فيما إذا كانت المبادرة للتَّوعية، وكل هذا يجب أن تُرصد له ميزانيّة شاملة لا سيما إذا كانت المبادرة تُعنى بالجانب الجمالي، كتزيين الشوارع والتشجير والطلاء، وهنا يأتي دور المنظمات الداعمة لهذه المبادرات”.
وتقول إلهام الأكحلي (رئيسة مبادرة صمود الحالمة التنموية) لـ”خبر خير”: “تعد المبادرة ذا أهمية لأنها خُلقت من عمق المعاناة ونشأت وترعرعت بين أطياف وشرائح المجتمع المختلفة وتستطيع معرفة أوجاع الناس كافة”.
وتضيف الأكحلي: “دور المبادرة ملموس في المجتمع فهي تقدم بيانات عن حال المجتمع للمجلس المحلي وللمنظمات الداعمة، وهي بمنزلة حلقة وصل بين المجتمع والمنظمات والجهات ذات الاختصاص”.
ومع تعدد أسماء المبادرات إلا أن هدفها الأول ودورها الأساس هو خلق شراكة مجتمعية للوصول إلى الحلول التفسيرية والتفاعل والإسهام الفعلي.
LEAVE A COMMENT