خبر خير – فاطمة رشاد
أقامت مؤسسة جدارية للتنمية والإعلام وبالتعاون مع معهد جوته الألماني ورشة تدريبية في فن (الكوميكس) ضمن مشروع تدريب إعداد القصة المصورة في محافظة عدن، حيث تدرب 12 مشاركًا من المهتمين بهذا الفن، ويسلط هذا العمل الضوء على الموروث الثقافي العدني والعادات والتقاليد المعروفة فيها.
وكان اختيارهم لفن الكوميكس لما لهذا الفن من أهمية ثقافية بالغة في نشر الثقافة والوعي وحرية التعبير بين مختلف أوساط المجتمع، فهو وسيلة للتعبير عن الأفكار باستخدام الصور والرسومات وعرض الأحداث بطريقة متتالية. وهناك إجماع بين المؤرخين والمنظمين على تعريف القصة المصورة فبعضهم يعرفها بأنها مزيج من الصور والنصوص، وبعضهم يعرفها على أنها علاقة تتابعية بين مجموعة الصور.
ياسر عبد الباقي (رئيس مؤسسة جدارية) قال لخبر خير: “مشروع (كوميكس عدن) يهدف إلى نشر ثقافة التراث وعادات وتقاليد مدينة عدن بطرق فنية مبتكرة عن طريق إشراك وتشجيع الفنانين والفنانات على إنتاج القصص المصورة ضمن السياق العدني”.
وأضاف عبد الباقي “يؤمن المشروع بأهمية أن تكون لعدن مجلة كوميكس تمثل الواجهة الثقافية للبلد، ويتعرف الناس من خلالها على عادات وتقاليد عدن وتراثها المتنوع.
وأشار إلى أن هذا المشروع يُنفَّذ لأول مرة في عدن التي تفتقر إلى وجود مجلات الكوميكس، فمع وجود فنانين مبدعين في هذا الفن إلا أنه للأسف أهمل”.
ويواصل ياسر حديثه لخبر خير، فيقول: “أُهِّل ستة من كتاب القصة وستة من الرسامين لإيجاد نمط جديد في القصة المصورة اليمنية، وخلق شخصية جديدة لكوميكس يمني وذلك لرفع وعي المجتمع حول التراث والعادات والتقاليد الخاصة بمدينة عدن، لهذا نسعى خلال مشروعنا إلى إنتاج مجلة كوميكس سيطبع منها 2000 نسخة تُعرِّف المجتمع بالهوية العدنية وتراثها الفريد”.
وقال ياسر: “قمنا بعمل فعاليات متعددة للمشروع استعرضنا فيها تاريخ الكوميكس، وقدَّمها الفنان التشكيلي المختص بفن الكوميكس عدنان جُمن واستمرت الدورة مدة 10أيام، كما عُقِد لقاء أوليٌّ للمتدربين من كتاب القصة والرسامين قام فيه الباحث نجمي عبد المجيد بتعريفهم على التراث العدني”.
وأشار إلى أن المشروع يشتمل على توزيع مجلة ستطبع على مؤسسات ثقافية، إلى جانب عمل موقع إلكتروني خاص بالكوميكس وفنانيه في اليمن وخارجه، لكن الهدف الأول هو إنعاش محافظة عدن بهذا الفن مرة أخرى كما كان سابقًا”.
شخصية الكوميكس بطابع عدني
من جهته قال فنان الكوميكس عدنان جمن لخبر خير: “نريد من فن الكوميكس أن نخلق شخصية عدنية نقدمها إلى الأطفال عن طريق مجلة تهتم بفن الرسوم المصورة المعروفة بالكوميكس”.
ويحكي جمن، فيقول: ” إن هدفنا من البرنامج العملي الذي قمنا به مع الرسامين كان تدريبهم على كيفية رسمهم للقصة المصورة؛ لأن بعضهم يرى أن هذا الفن جديد عليه، فهذا الفن علاقة تشاركية بين كاتب القصة والرسام، حيث يعمل الرسام على وضع السيناريو ويحاول إدخال دوائر حوارية، هنا يجتهد الرسام في صنع حوار، وأنا حاولت أن أساعد المتدربين الرسامين بقدر المستطاع حيث وصلتنا نصوص قصصية لا يوجد فيها أيُّ حوار، فعمل الرسامون سيناريو حواري لكي يبدؤوا بعملية وضع اللمسات الأولية لرسم الكوميكس على الورق”.
يواصل جمن حديثة، قائلًا: “بداية الإعداد للقصة المصورة نعد السيناريو ومن ثمَّ نعمل التصور لرسمه، ثم نرسم بالقلم الرصاص ونراجع القصة ونقوم بتنفيذها، وتعديلها، وبتحبيرها، وتلوينها. وهناك طرق للتلوين يقوم بها برامج الفوتوشوب أو التلوين المباشر عبر الورق أو عبر اللوح الإلكتروني حسب ميل الرسام والطريقة الأسهل له”.
وطالب الفنان جمن الجهات المعنية بالاهتمام بهذا اللون من الفن المصور الذي كان له حضور في اليمن وبخاصة في محافظة عدن منذ الثمانينيات، فقد كانت هناك مجلات اهتمَّت بفن الكوميكس كمجلة البراعم ونشوان ووضاح وغيرها.
ومن وسط قاعة التدريب تقول الرسامة إكرام نوفل لخبر خير: “فن الكوميكس أو القصص المصورة مجال أحبه جدًا، درسته وبدأت أتخصص فيه، لدي قراءات عديدة من قصص الـManga القصص المصورة اليابانية، ومن شدة حبِّي لها تأثرت بأسلوبهم في الرسم والسرد، و إخراج القصة”.
وأضافت إكرام: “فن الكوميكس في اليمن ما زال في بدايته، هناك الكثير من القرَّاء والمتذوقين للقصة المصورة ولكنه كمجال لايزال أمامه الكثير حتى يصبح جزءًا من ثقافة البلد”.
تشاركها الحديث زميلتها زينة أحمد التي قالت: “فن الكوميكس بتفاصيله الجميلة الدقيقة واليسيرة فن قريب جدًا من قلوب الجميع ومرتبط بذكريات الطفولة”.
تقول زينة لــخبر خير: “كانت أجواء التدريب في الورشة حماسية وممتعة جدًا وغير تقليدية، اكتسبت فيها معلومات وأساليب جديدة من الأستاذ الفنان والأب عدنان جمن وأيضًا من الزملاء الودودين جدًا، وأتمنى أن تقام دائمًا مثل هذه الورش”.
مشروع الكوميكس يحتاج إلى دعم واهتمام من الجهات المعنية التي ستحدد هل سيستمر هذا المشروع بمخرجاته أم لا، فمخرجاته تحتاج إلى الدعم لكي يأخذ هذا الفن حقه ومكانته، ويحمل الخصوصية الثقافية ذات الهوية اليمنية، سواء أكان يعالج قضايا تعنى بالأطفال أم بالكبار.
LEAVE A COMMENT