خبر خير -فاطمة رشاد
يعمل صندوق الرعاية الاجتماعية على ضمِّ عشرة آلاف حالة من الفئات الأشد فقرًا إلى حالات الضمان الاجتماعي التي تتقاضى رواتب من الصندوق والبالغ عددهم “41028” مستفيدًا في محافظة عدن.
وقال مدير مكتب صندوق الرعاية الاجتماعية ماجد الشاجري لـ”خبر خير” :”نعمل حاليًّا على إلحاق عشرة آلاف حالة جديدة واعتمادها، حيث أنجزنا رصد الحالات المستحقة، وقام طاقم العمل في الصندوق بعملية المسح، وننتظر الآن اعتماد الميزانية”.
وأضاف الشاجري: “نريد أن نواجه الصعوبات عن طريق إعادة تفعيل دور الصندوق، وصرف مستحقات المستفيدين كل ثلاثة أشهر كما كان سابقًا وليس على مرحلتين، لأن هذا يتسبب في تحمل الناس أعباء الحياة وصعوبة العيش في ظل الغلاء الذي نعيشه”.
وأكد أن الصندوق يعمل على إدخال الحالات المنتظرة والحصول على تعزيزٍ مالي لها، لكي تُصرَف مستحقاتها، وحاليًّا لا توجد ميزانية تشغيلية؛ وذلك لأن الصندوق كان يعتمد على التعزيز الحكومي”.
إن إجمالي المبلغ المقدم للأسر الأشد فقرًا في اليمن من صندوق الرعاية الاجتماعية 15,000 ريال في الشهر؛ أي 15 دولارًا أمريكيًّا، وهذا المبلغ ضئيل جدًّا لا يكفي حتى لشراء كيس قمحٍ، ويطالب المستفيدون برفع المبلغ في ظل الظروف الحالية.
خديجة مهيوب (مستفيدة من صندوق الرعاية) تقول لـ”خبر خير”: “كُنا نستلم كلَّ ثلاثة أشهر، لكننا اليوم نستلم عندما تتوفر لدى الصندوق المبالغ المستحقة، فأنا أستلم ١٥ألف ريال وهذا مبلغ لا يفي بشيء في ظل الظروف الحالية التي نعيشها”. وطالبت خديجة الجهات المعنية برفع المبلغ الذي يُعتَمد لحالات الضمان الاجتماعي.
أمُّ يوسف هي الأخرى تطالب بزيادة المبالغ المعتمدة لحالات الضمان، وتقول: لديَّ يتامى وأنتظر معونة الرعاية لكي أستطيع أن أصرف على أطفالي منها، وهذا المبلغ يتأخر أشهرًا الأمر الذي يُشكل علينا حياتنا ويزيد من معاناتنا”.
صالح أحمد (أحد المستفيدين من رعاية الصندوق) يقول لـ”خبر خير”: إن الصندوق خصص له مبلغًا إلى جانب راتبه الضئيل من وزارة الصحة، ومع تأخر مساعدة الصندوق إلَّا أنه يُقدِّر ما يمر به الصندوق من صعوبات لصرف رواتب حالات الضمان”.
موظفون ينتظرون رواتبهم
قال مدير صندوق الرعاية الاجتماعية ماجد الشاجري: “أبرز الصعوبات التي تواجه الكادر الوظيفي في الصندوق هي مرتبات الموظفين فلم يكن هناك بندٌ يُدعى ببند مرتب، بل هناك تعزيز من الدولة”.
وأضاف إلى حديثه، فقال :إن رواتب الموظفين كانت تصرفها السلطة المركزية، وهي مبالغ يسيرة جدًّا ومتدنِّية، فأقل موظف يستلم 30 ألفًا ما يقدر بـ30 دولارًا، وأعلى 70 ألفًا ما يقدر بـ70 دولارًا، مع أن الصندوق يمتلك كادرًا مدرَّبًا ومن أكفأ الكوادر التي تعمل بتفانٍ. وإذا كان هذا الصندوق يلقى الرعاية من الدولة كما كان سابقًا، فسيعود كما كان وأفضل”.
وقال الشاجري: “هناك معاناة يواجهها المستفيد والموظف في الصندوق وهي شحَّة الدخل لدى الصندوق الذي يأمل أن يجد استجابة لمطالبه ليخفف من المعاناة التي يعانيها الموظفون والمستفيدون”.
واكد “أن الصندوق يسعى إلى ربط كل فروعه في محافظة عدن والمحافظات الأخرى. ففي كل محافظة ومديرية فرع للصندوق وأهم فرع هو فرع المعلا الذي يعدُّ أقربهم إلى المستفيدين الأشد فقرًا وكبار السن، والمطلقات، والأرامل والمعاقين الذين لا يستطيعون أن يأتوا إلى المركز الرئيس”.
ودعا الشاجري المنظمات إلى الاهتمام بالصندوق وتقديم المساعدات لدعم جهود الصندوق في رصد الحالات المحتاجة إلى المساعدة.
من جهتها قالت أوسان محمد (مديرة شؤون الموظفين): “توقف الصندوق عن العمل بعد أحداث عام 2015م وعن صرف الحالات المعتمدة واعتماد الحالات المنتظرة إلى أن أتت منظمة اليونيسف وبمشاركة بعض المنظمات مثل شركة )بروجي( وشركة )بولمن(، فتوَّلت صرف رواتب حالات الضمان الاجتماعي”.
وطالبت أوسان المنظمات والسلطة بتقديم الدعم للصندوق، وطالبت كذلك بتجهيزات مكتبية كالأثاث والكمبيوترات، وذلك لأن الموجودة لدى الصندوق لها مدَّة طويلة فلم تعد صالحة للاستخدام. كما طالبت بتدريب موظفي الصندوق، لأنهم بحاجة إلى دورات تدريبية تنشيطية، وتوفير نفقات تشغيل لتغطية احتياجات الصندوق الضرورية من قرطاسية وغيرها من المصروفات.
أُنشِئ صندوق الرعاية الاجتماعية في عام 1997م؛ ليسهم في التخفيف من الفقر ومعاناة المحتاجين والمتضررين من الوضع الاقتصادي الذي يعيشه اليمن. فقام بصرف مبالغ مالية كل ثلاثة أشهر تتكفل بها الدولة بإسهام من منظمات تُعْنى بالمجال الإنساني ومساعدة المحتاجين.
وطول الأعوام السابقة وصندوق الرعاية يعمل جاهدًا لتوفير المساعدات للمستفيدين التي تُقدَّم من الدولة؛ إلَّا أنه بسبب الظروف التي تعيشها البلاد توقف عمل الصندوق لأشهر عن صرف تلك المبالغ المالية للحالات المعتمدة.
وتسعى إدارة الصندوق إلى ربط الفروع وضمها إلى المركز الرئيس في محافظة عدن ودمج الحالات المنتظرة في كشوفات التقيُّد لتكن من ضمن الحالات الأساسية المستفيدة من خدمة الصندوق.
LEAVE A COMMENT