خبر خير – عبد الجليل السلمي
المرأة صمام الأمان لاستقرار المجتمع وضمان التماسك الاجتماعي بين أفراده، إذ تترتب على السياسات والتدخلات في مجال تمكين النساء اقتصاديًّا آثارٌ إيجابية تشمل جميع أفراد المجتمع.
وتُقر القرارات الوطنية والدولية وقرارات الأمم المتحدة بأن التمكين الاقتصادي للمرأة يخلق فوائد اجتماعية طويلة الأجل.
وتزداد أهمية دمج المرأة في الأنشطة الاقتصادية في أوقات الصراع، للتخفيف من المعاناة الإنسانية للمرأة، والحدِّ من التدهور الاقتصادي وفقدان الدخل، من أجل تعزيز بناء السلام والأمن.
وقالت الدكتورة فوزية ناشر (رئيسة مجلس سيدات الأعمال اليمنيات) لـ”خبر خير”: إن التمكين الاقتصادي للمرأة سيسهم إسهامًا رئيسًا في تحقيق السلام.
وأوضحت أن الأسرة التي تمتلك مشروعًا اقتصاديًّا لن تجد لديها الوقت للدخول في صراعات ونزاعات جانبية، لأنها تبذل جهودها من أجل تطوير مشروعها وإدارته.
وأضافت ناشر قولها: “الأسرة المستقرة اقتصاديًّا تكرس جهودها في تعليم أبنائها وبناتها وهو ما يعكس أهمية دور التمكين الاقتصادي للمرأة في صناعة السلام في المجتمع المحلي ثم الوطن عمومًا”.
وتوكِّد التجارب الناجحة أن العلاقة بين التمكين الاقتصادي للنساء وعملية بناء السلام تنشأ من أهمية دور النساء في التأثير في الأسرة، على نحو يسهم في توفير مناخ ملائم لتنشئة جيل خالٍ من الأحقاد المجتمعية التي تقوض أيَّ محاولة لبناء السلام.
وتواجه النساء في اليمن عددًا كبيرًا من التحديات والصعوبات الناجمة عن الصراع، والتي أثرت في كل جانب من جوانب حياتهن، بما في ذلك ضعف المشاركة في السياسة.
وتبعًا لتقرير التنمية البشرية لعام 2020، وصلت نسبة التحيز في اليمن ضد المرأة في البعد السياسي إلى 79%، إلا أن هناك جهودًا مستمرة لإيجاد مساحة في عملية التمثيل والمشاركة في عملية بناء السلام عن طريق تأسيس عديد الكيانات والمبادرات والمنظمات النسائية.
وقد أسَّس مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة اليمنية التوافقَ النسوي للأمن والسلام، وهو تجمع نسويٌّ متنوع تطوعي هدفه الأساس إنها الصراع وإعادة بناء السلام وتطبيع الحياة في اليمن.
وذكر التقرير الثاني لملتقى النساء في السياسة بالمنطقة العربية 2018م “أن التوافق النسوي للأمن والسلام في اليمن يسعى إلى إيصال صوت النساء لإشراكهن ودفعهن لمراكز اتخاذ القرار على جميع المستويات الرسمية والاجتماعية”.
كما تأسست مبادرة شريكات السلام في يونيو2015، وهي مبادرة تطوعيِّة لمجموعة من القيادات النسائية التي تؤمن بثقافة السلام والأمن، وتتولى دور الوسيط بين القيادات القاعدية والرسميَّة.
وتشدد مبادرة شريكات السلام على أنه يجب أن يكون هناك مسار مجتمعي موازٍ وداعم للمسار الرسمي مع دور رئيس في تعزيز السلام على مستوى المجتمع والقواعد الشعبية.
وانطلقت مجموعة التسعة النسوية عام 2019، بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة التي تضم تسع شبكات بقيادات نسوية شبابية، ينطوي تحتها ما يزيد على ألف من الفاعلين الشباب والشابات والخبرات والكفايات النسوية في مختلف المحافظات والمهجر.
وتتألف كيانات مجموعة التسعة النسوية من: التوافق النسوي اليمني من أجل السلام، وتحالف شركاء السلام، وجنوبيات من أجل السلام، وأصوات السلام النسوية، والقمة النسوية، وصانعات السلام، وشبكة نساء من أجل اليمن، والمجلس الاستشاري الشباب، ومنصة شباب وعي.
وعلى وفق أهداف هذه الكيانات فإن جميعها شريكة في صنع السلام والدفع بالعملية السياسية نحو التفاوض والحل السلمي؛ لإنهاء الصراع والحرب في اليمن.
وقد وكَّد قرار لجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة بخصوص التمكين الاقتصادي للمرأة المعلن بتاريخ 26 سبتمبر 2013وكَّد أهمية دور المرأة في إحلال السلام وشدَّد على أهمية التمكين الاقتصادي. واستنادًا إلى مجموعة البنك الدولي بشأن اليمن لفترة 2020 – 2021، أثبتت الأدلة أن النساء يعملن إلى إعادة استثمار ما يصل إلى 90٪ من دخلهن على أسرهن، وأن التمكين الاقتصادي للمرأة في فترة ما بعد الحرب أمرٌ أساس لضمان استمرار السلام والاستقرار.
LEAVE A COMMENT