خبر خير – فاطمة رشاد
نجحت 12 مهندسة زراعية بتنفيذ مشروع صناعة الألبان والأجبان والزبادي عبر مشروع تمكين المرأة الريفية في محافظة لحج، بالتعاون مع منظمة الفاو، وجمعية تمكين المرأة الريفية في لحج.
وقالت فتحية أرشد (رئيسة جمعية تمكين المرأة) لموقع “خبر خير”: “إن الفاو دعمت الجمعية بالمعدات اللازمة لإنجاح مشروع إنتاج الألبان في لحج”.
وأضافت: “سيتم افتتاح المشروع قريبًا بعد أن تُدرَّب النساء في الجمعية على كيفية التسويق والتعليب ومعرفة فترة الصلاحية والانتهاء للمنتج.”
وأشارت أرشد إلى الصعوبات التي واجهتها الجمعية قبل منحة منظمة “الفاو” التي شملت كمية الحليب القليلة التي لا تكفي لإنتاج الزبادي والجبن، وانحصار التسويق للمنتج الذي اسموه ” البلدي” داخل محافظة لحج ومديرياتها.
ودعت رئيسة جمعية “تمكين المرأة” منظمة الفاو إلى منحهم بعض الأبقار لكي ينتجوا منتجاتهم من دون اللجوء إلى أصحاب الأبقار الخاصة، وذلك لتكون كميات الحليب التي تنتجه صانعات الألبان تكفي حجم المعدات التي جُهِز بها المعمل.
وقالت أرشد لـ”خبر خير” : “إن الجمعية تضم مهندسات زراعيات يعرفن أسس الزراعة وتصنيع الأعلاف. ما نحتاج إليه هو معرفة الطريقة الصحيحة لإنتاج أعلاف لهذه الأبقار، لكي يكون لدينا مزرعة خاصة بنا، ولا نكون مرتبطين بأشخاص آخرين”.
وأضافت: “نحن نحتاج إلى كميات كبيرة من الحليب، فحجم الحلل(الأوعية) التي قُدِّمت من المنظمة تستوعب أكثر من 300 لتر، والعميل لا يوفر لنا هذه الكمية، ونحن الآن وقبل افتتاح المعمل الكبير في الجمعية نريد أن نتفادى هذه الصعوبات التي واجهتنا سابقًا عندما كنا نعمل بجهود الجمعية .
من جانبها تقول بلقيس الشرعبي (إحدى المهندسات والمدربات في جمعية تمكين المرأة الريفية في مجال صناعة الألبان والأجبان) لخبر خير: “نحن في الجمعية نعمل على إنتاج مشتقات الحليب من (زبادي، وجبن، وسمن، ولبنة)، ونعمل كلَّ يومين نتيجة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ونورِّد منتجاتنا إلى سوق صبر والحارات في محافظة لحج، كما نشارك في معارض تنفذها بعض المنظمات، وتُشتَرى منتجاتنا لتميزها كونها خالية من المواد الحافظة، وتعد طبيعية 100٪”.
في ريف محافظة لحج هناك منحٌ قُدِّمت للنساء لأجل مشاريع تصنيع الأجبان والزبادي، أمُّ خالد إحدى المستفيدات من تلك المنح المقدمة من منظمات داعمة، قالت لخبر خير: “أعطت لي إحدى المنظمات التي تدعم المشاريع الصغيرة أدوات لصناعة الزبادي والأجبان، ولكنها للأسف كانت معدات كبيرة بالنسبة لمنطقة ريفية، فأنا أواجه مشكلات في الحصول على كميات كافية من الحليب لكي أستمرُ في المشروع”.
وأوضحت، قائلة: “إن عدم توفر المواد الخام هي من أصعب ما نواجهه في مشاريعنا، وأغلب من أُعِطيَت لهم هذه المعدات توقفوا عن العمل، لعدم استطاعتهم توفير كمية الحليب التي تتناسب مع حجم المعدات الكبيرة التي يمتلكونها”.
” خيرات السعيدة” هو منتج تقدمه أمينة البهري (خريجة كلية علوم الحاسوب، من محافظة عدن) ويتمثل هذا المشروع في تصنيع جبنة الموزريلا .
تقول أمينة لـ”خبر خير”: “مشروع أجبان (خيرات السعيدة) مختص بإنتاج الأجبان الإيطالية تحت شعار “صنع في عدن”، وأنا أهدُفُ في مشروعي إلى الخروج عن المألوف من المشاريع الموجودة حاليًّا في اليمن خصوصًا الأجبان والزبادي”.
وشرحت تعلقها الكبير بصناعة الأجبان خصوصًا الموزريلا، إضافة إلى أنها كانت تعمل بعض الصناعات والطبخات في البيت، وتستخدم مختلف الأجبان في المعجنات التي تصنعها”.
تحكي أمينة قصتها مع مشروع صناعة الألبان، فتقول: “جاءت الفكرة عندما أدركت أنني أستطيع عمل الموزريلا بنفسي، فقررت إنشاء مشروع صغير لإنتاج محلي، لإيماني بأن الشباب قادرون على الإنتاج مهما كانت الظروف، فقمت بمراسلة شركات خارجية لأجل استيراد المواد الأولية، وتلقت تجاوبًا وعروض سعر منهم”.
تواصل أمينة قائلة: “بدأت المشروع في يناير 2021، وكنت أتخوَّف من عدم تجاوب الناس مع المشروع؛ وذلك لأن المستهلك اليمني يعتمد على جبن الموزريلا المستورد، ولكنَّني قررت التوكل على الله وأعلنت عن المشروع”.
ومن جهته يقول الخبير الاقتصادي منير أحمد: “يمتلك اليمن أياديَ ماهرة من النساء اللائي من الممكن أن يسهمن في إنعاش العملية الاقتصادية والاستثمارية في البلد، متى ما توفر لهنّ الدعم اللازم”.
وأضاف: “اعتادت النساء في الأرياف على صناعة منتجات الألبان لا سيما الأجبان التي تشتهر بإنتاجها محافظة تعز، وما يميز هذه المنتجات خلوها من المواد الحافظة التي تتسبب في بعض الأمراض، كما أنها طازجة”.
إن دعم المنتجات المحلية التي تصنعها المرأة اليمنية يجب أن يحظى باهتمام كل الجهات المعنية والمنظمات الداعمة؛ لأنها مشاريع استثمارية وتنموية ترفد السوق اليمني بمنتجات يمنية صحية خالية من أي مواد حافظة، مما يدعم تقنين الاستيراد وحصره في الحدود الدُنيا.
LEAVE A COMMENT