خبر خير – فاطمة رشاد
الاستثمار هدف رجال الأعمال اليمنيين الذين يطمحون إلى الربح المضمون مقابل تقديم الخدمات وتوفير السلع المتنوعة للمستهلكين في اليمن بعد أن تقلصت فرص الاستثمار في مجالات عديدة، الأمر الذي دفع كثيرًا من المستثمرين إلى الاستثمار في المولات في عدن ومحافظات يمنية أخرى.
وتوفر المولات آلافًا من فرص العمل للشباب في وظائف مختلفة كالمحال التجارية أو العمل في القطاعات الفنية والخدمية المتعلقة بهذا النوع من الاستثمار.
تختلف احتياجات الناس الذين يقصدون هذه الأسواق بحسب طبيعة احتياجاتهم، فمنهم من يبحث عن فرصة عمل ليواجه أعباء الحياة المعيشية، ومنهم من يبحث عن الترفيه والراحة والتسوق. وتنشط حركة المولات في عدن مع توافد اليمنيين من المحافظات المجاورة لها.
تقول أمُّ محمد (مواطنة تسكن في مدينة عدن): ” إن المولات في عدن يغلب عليها الطابع السياحي، حيث تجد العائلة الترفيه بالإضافة إلى التسوق”.
وتضيف أمُّ محمد : “وجود المولات يلبِّي احتياجات الأسر المتنوعة ولا سيما احتياجات الأطفال التي لا تقتصر على الملابس فحسب، بل إن الأطفال يجدون في المولات المتعة والتسلية، وأنا لأني أمٌّ أشعر بالاطمئنان في هذه الأماكن كونها مناسبة للترفيه، وفي ظل هذا الوضع نحاول أن نسعد أطفالنا عن طريق الألعاب التي توفرها المولات في عدن”.
مول بتكلفة 11 مليون دولار
تترقب عدن خلال الأشهر القادمة افتتاح مول “الأسطورة” بتكلفة 11 مليون دولار، وسيوفر هذا المول آلاف الفرص للشباب. قال مالك المول المستثمر حسن الدباني لموقع خبر خير : “هذا المول كان لابد أن ينفَّذ منذ سبعة وعشرين عامًا ولكان أول مركز تجاري في محافظة عدن, ولكن بسبب عوائق كثيرة تأخرنا, وقد حصلنا على ترخيص للأرض الأخرى؛ لكي تكون موقفًا للسيارات، ثمَّ باشرنا العمل فيه فأصبح الأسطورة مول”.
ويقول الدباني: “هذا المول سيُعدُّ نقلة نوعية في عالم المولات التجارية، وسيلبي احتياجات الأسر العدنية، واختيارنا لمكانه جاء بعد دراسة قمنا بها لسنوات طويلة والحلم سيتحقق في القريب، موكِّدًا أن المول سيضمُّ 200محل تجاريٍّ، وسيوفِّر 1000 فرصة عمل.
التجارية تدعو إلى التوازن في توزيع المولات
رئيس الغرفة التجارية في عدن أبو بكر با عبيد وكَّد “أن الاستثمار عن طريق المولات في اليمن يعدُّ من أهم قطاعات الاستثمار؛ لأنه يعود بالفائدة على البلد فهو يخفف من مشكلة البطالة التي يعاني منها المجتمع”.
وكشف با عبيد عن سبب الإشكال في بناء المولات قائلًا: “إن مشكلة المولات هي في اختيار أماكن بنائها, وهذا الذي يسبب عدم التوازن فيما بينها، حيث تصبح العملية التنافسية غير متكافئة، فمثلاً في منطقة المنصورة الشيخ عثمان هناك أكثر من مول، فلماذا لا يُفتح مول أو اثنان في مديرية خور مكسر أو ثلاثة في المعلا، وخمسة في كريتر؟! ومن ثمَّ يتحقق التوازن في توزيعها وتغطيتها لمختلف مديريات محافظة عدن، وأنا أعتقد أنه لو كانت هيئة الاستثمار مستقرة لكانت هناك حلول تحدث توازنًا في عملية إنشاء هذه المولات، وضبطًا لأماكن بنائها”.
ماجد علي (محلل اقتصادي) يقول عن مشروعات المولات التي تزايدت تزايدًا كبيرًا في محافظة عدن: ” هناك توجه للاستثمار بمجال المولات في الفترة الأخيرة وبخاصة في عدن, والتوجه نحو هذا الجانب الجديد من المشروعات الاستثمارية مربح لأصحابه خصوصًا إذا ما كان اختيار المكان موفَّقًا ومراعيًا للإجراءات القانونية, كاستيفاء التراخيص، وتوفير المول الأجواء المستقطبة للمشترين، وحسن التعامل معهم. وأعتقد أن المجتمع الدولي ملزم بتشجيع ودعم مثل هذه المشروعات؛ لتوفير فرص عمل ونقلة نوعية للبلد”.
بين الإنتاج والترفيه بون شاسع
هناك من يقول: إن البلد لا يحتاج إلى مراكز تجارية؛ لأنها تجعل من أفراد المجتمع مجرَّد مستهلكين لا يعون كيف يُوجَّهونه، فيصبح البلد مستهلكًا ويبتعد عن الإنتاجية.
وتقول رضية محمد: ” لو أُعِيد تأهيل المصانع التي أغلقت في محافظة عدن لكانت هناك مشروعات إنتاجية أفضل من الاستهلاكية”. وشاركتها الرأي عفراء السعيدي التي توكِّد على كلامها، فتقول: ” نحن نحتاج إلى مشروعات إنتاجية لا مشروعات استهلاكية؛ لأن مشروعات كالمولات تعني أن نعلِّم أفراد المجتمع التواكل بغض النظر عن فرص العمل التي توفَّر عن طريق هذه المولات”.
وتضيف عفراء: “صحيح أن مشروعات المولات جعلت عدن تظهر بصورة جميلة لوجود أماكن ترفيهية لكنها لم تعطِ إضافة استثمارية لعدن سوى أنها جعلتها شعبًا استهلاكيًّا”.
ومع تدهور العملة في اليمن إلا أن هناك استثمارات تتحرك متحدِّية الصعوبات التي تواجهه. مشروعات المولات ربما عزَّزت الجانب الاستهلاكي وهذا أمر غير محبَّذ، ولكن علينا ألَّا نغفل مدى أهميتها كونها وفَّرت فرص عمل ولبَّت احتياجات الناس في عدن والمحافظات المجاورة.
لهذا لابد من إحداث عملية توازن أولًا في توزيع هذه المولات توزيعًا صحيحًا في المديريات، والاهتمام بالبنية الهندسية للمول التي يجب أن تكون ملائمة فهناك مولات بناؤها يشبه العمائر السكنية.
LEAVE A COMMENT