خبر خير – فاطمة رشاد
انتشرت في الآونة الأخيرة في معظم محافظات اليمن كافيهات (المقاهي) لشرب القهوة، ولا تخلو تسميات الكافيهات في اليمن من أسماء أجنبية عدا القليل منها سميت بأسماء عربية.
وتعد الكافيهات من المشروعات الناجحة في اليمن في الوقت الحالي؛ نظرًا إلى الإقبال المتزايد عليها من مختلف فئات المجتمع خصوصًا النساء اللواتي يفضلن الجلوس في أماكن خاصة بهن يجدن فيها المزيد من الخصوصية.
نساء يستثمرن في الكافيهات
تتجه المرأة اليمنية إلى العمل والاستثمار في مجالات متعددة، وأخيرًا دخلت إلى الاستثمار في مجال الكافيهات.
من صنعاء التي تعدُّ أول محافظة افتُتحت فيها كافيهات لنساء يمنيات تتحدث لـ ” خبر خير ” مالكة نادي حدة للسيدات داليا محمد المزنعي, وتقول: “افتُتح كافيه خاص بالنساء وهو نوع من الاستثمار الذي دخلت فيه المرأة اليمنية”.
وتواصل داليا حديثها: “نقدم خدمات متعددة عن طريق هذا الاستثمار، نعم افتتحنا كافيه وصالة أعراس صغيرة وناديًا رياضيًّا ومطعمًا نقدم فيه خدمات متميزة تحتاج إليها المرأة اليمنية، فهو مخصص لها كي تجد راحتها، ما نريده هو عندما تدخل السيدة تشعر وكأنها في بيتها”.
من البطالة إلى كافيه دوز
ميرا الحبشي وسهاد استطاعتا أن تفتتحا مشروع كافيه في عدن، والانتقال إلى عالم التجارة والاستثمار.
وقالت ميرا: “الفكرة الأساسية لم تكن كافيه بل كانت عبارة عن مشروع بيني وبين صديقتي نستثمر فيه وقتنا بالذات بعد ما تخرجنا من الجامعة ولم نجد وظائف، وفي أثناء رحلة البحث عن المشروع المناسب كنا نبحث عن مكان نجلس فيه ونرى كيف سنخطط لمستقبلنا، ومن هنا جاءتنا فكرة الكافيه ليكون مكانًا يجمعنا ومكان عملنا أيضًا”.
تواصل ميرا حديثها لـ “خبر خير” قائلة: “الكافيه خاص بالنساء بدءًا من طاقم العمل إلى الكوبونات، ولدينا خدمة ذاتية وهي أن يكون بيننا وبين الزبون (المشتري) أخذ وعطاء، نتكلم مع النساء ونعرف ماذا يحببن، وتتوطد علاقتنا معهن حتى يشعرن بأنهن في بيتهن، وكما يسموننا البيت الثاني”.
وتقول ميرا الحبشي: “نحن نجدد المنيو(قائمة الطلبات) باستمرار فقد جُدِّدت أكثر من خمس مرات, ولدينا في كل موسم سنوي مشروب جديد, وما يميِّز كافيه الدوز أن لديه مشروبات خاصة باسم الدوز من أفكارنا الخاصة ننافس فيها الكافيهات الأخرى”.
مشروعات تدعم موكا اليمن
الاقتصادي عمر الحياني كان له وجهة نظر حول مشروعات الكافيهات التي تُفتح في اليمن قال: ” تفتقر اليمن إلى مشروعات دعم محلات الكافيهات مع أن اليمن موطن البن اليمني المشهور عالميًّا موكا، وللأسف حتى العلامة التجارية لاسم موكا استحوذت عليها عالميًّا شركاتُ تقديم خدمات شرب القهوة.
ويضيف الحياني: “مثل هذه المشروعات التي ينبغي أن تكون بالمواصفات والجودة العالمية نفسها ستدر دخلًا هائلًا للبلد وللسياحة الداخلية والخارجية، وستعمل على زيادة المساحة المزروعة بالبن اليمني وفي الوقت نفسه ستستعيد مكانة اليمن العالمية بوصفها مصدِّر ومنتج للقهوة العالمية موكا”.
وقال: “كما أن تلك المشروعات ستساعد كثيرًا في القضاء على البطالة بالإضافة إلى إضفاء الطابع العصري للشوارع في اليمن”.
وتعد الكافيهات أماكن للراحة والأجواء الهادئة وتجربة مختلفة عن نظام المطاعم، وتستهدف كل فئات المجتمع وتلاقي استحسانًا كبيرًا من طلاب الجامعات والفئات المتوسطة الدخل، كونهم الفئات الأكثر إقبالًا على الكافيهات.
وتقدِّم أغلب الكافيهات الوجبات السريعة وحلويات فرنسية، وافل وكريب، وبان كيك، وتشيز كيك، ومولتين كيك، ومشروبات ساخنة وباردة، وجميع أقسام الباريستا.
الآلات الخاصة بتجهيز كافيه
إن من أبرز المعدات الرئيسة لفتح كافيه والتي تعدُّ العمود الفقري لأي مشروع، ويجب على أي صاحب مشروع كافيه اختيارها بعناية فائقة تكمن في نوعين: معدات رئيسة، ومعدات مساندة للمشروع، ومن هذه المعدات: ماكينة الإسبريسو وصانعة الثلج وخلاط الثلج ومطحنة البن وأدوات الباريستا وصانع القهوة الأمريكي وثلاجة العرض إلى جانب صانع العصائر. هذه أهم المعدات والآلات التي يجهز بها الكافيه بعد اختيار المكان وتزيينه بالديكور الملائم.
محمد عبد الإله (أحد مستوردي معدات ومنتجات الكافيهات) يقول لـ”خبر خير”: “دخلت هذا المجال في فترة قريبة لا تتجاوز العامين لأني وجدت في الآونة الأخيرة إقبالًا شديدًا على فتح محلات الكافيهات فبدأت بتوفير المعدات واستيراد المنتجات المطلوبة لها”.
وأضاف محمد: “نحن نجلب أغلب معدات الكافيهات من خارج اليمن؛ لكي نلبِّي رغبة أصحاب المحلات، وهناك من أصحاب المحلات من يجلبها بنفسه.”
مارمو كافيه للارتقاء النفسي والفكري
مروان علي مفرق (صاحب كافيه مارمو) الذي يمتاز بوجود قاعة مجهزة لإقامة الدورات والندوات.
يقول مروان لـ “خبر خير”: “افتُتح مارمو كافيه في منتصف ٢٠١٧م وكان ومازال الإقبال عليه كبيرًا، ورواده غالبًا هم العائلات والمثقفون والصحفيون، وعند افتتاح الكافيه لم يكن هناك هذا الانتشار للكفايهات في عدن، فوجدنا بذلك الفرصة التي نقدم عن طريقها نشاطًا جديدًا في المدينة ونُهيِّئ أجواء جميلة ولطيفة للناس”.
ويضيف: “أغلب الكافيهات تقدم الأصناف نفسها خصوصًا في المشروبات، وفي مارمو نقدم بعض الوجبات إضافة إلى المشروبات.”
ويواصل مروان قائلاً:” حاليًّا وبسبب الأوضاع نطمح إلى أن نحافظ على المشروع وإضافة أصناف جديدة وتحسين المستوى العام للكافيه.”
أحد رواد الكافيهات محمد نجيب يقول: “ما أفضله في الكافيه أنه قريب من المنزل، وخدمة النت فيه متوفرة، والمكان هادئ وهو ما يساعدني على إنجاز أعمالي”.
تشاركه الرأي روزا محمد التي توكِّد أن الكافيه عندما يكون هادئًا فإنها تستطيع المذاكرة، فهي تقضي أغلب وقتها فيه؛ كونها تتمكن من مراجعة محاضراتها بهدوء.
وكأي من مشروع لابد أن يجد صعوبات وعراقيل وهذا ما وكَّدته ميرا (صاحبة كافيه دوز) ومروان (صاحب كافيه مارمو) وكافيه دي لافي وغيرهم، حيث أجمعوا على أن أسعار الصرف المتفاوتة، وارتفاعها أمام تراجع العملة المحلية تعيق عملهم، ولكنهم مع هذا مستمرون مع العثرات التي تعترض طريقهم.
LEAVE A COMMENT