تســـبب التدهـــور الحـــاد في مســـتويات المعيشـــة والمصلحـــة الجســـدية والنفســـية والقـــدرة علـــى التكيـــف نشـــوء احتياجـــات دعـــم هائلـــة في اليمـــن، حيـــث يعـــاني الناس مـــن آثار مدمـــرة متعـــددة الأوجه للأزمة الممتدة في البلاد على مدى الســـنوات الســـت الماضيـــة. ضمـــن العـــدد التقديـــري الـ20.7 مليـــون شـــخص الذيـــن يحتاجـــون إلى شـــكل مـــن أشـــكال المســـاعدة الإنسانية والحمايـــة، منهـــم 5.5 ملايين فتـــاة و5.8 ملايين فتـــى و4.6 ملايين امـــرأة و4.8 ملايين رجـــل و1.8 مليـــون امـــرأة حامـــل ومرضعـــة و2.8 مليـــون طفـــل دون الخامســـة مـــن العمـــر و3.1 ملايين مـــن ذوي الإعاقة وأكثـــر مـــن 925,000 شـــخص فوق الـ60 عام. يحتاج 12.1 مليون شخص إلى المســـاعدات بصـــورة ماســـة، ومـــن أكثـــر مـــن 4 ملاييـــن شـــخص نـــازح، تـــم تحديد 3 ملايين شـــخص منهـــم يعيشـــون في ظـــروف تتـــراوح بيـــن الأزمة والكارثة.
تبيـــن وثيقـــة اســـتعراض الاحتياجـــات الإنســـانية لعام 2021 وجود احتياجات ماســـة عبر قطاعات متعددة في نفـــس المواقـــع في اليمـــن، ممـــا ألحـــق الضـــرر بالفئـــات المهمشـــة والضعيفة بصورة غير متناســـبة. يواجـــه الملايين مـــن اليمنييـــن تحديـــات متفاقمـــة تتعلق بانعدام الأمن الغذائي وســـوء التغذية والنزوح والأمـــراض ومخاطـــر الحمايـــة. الأعمـــال القتاليـــة المتزايـــدة والتدهـــور الاقتصـــادي والســـيول وأســـراب الجـــراد والانخفـــاض الكبيـــر في تمويـــل المســـاعدات الإنســـانية، كلهـــا عوامـــل أدت إلى تعميـــق أوجـــه الضعـــف. وعلـــى الرغـــم مـــن وجـــود 20.7 مليـــون شـــخص من ذوي الاحتياجات ويهدف شركاء العمل الإنساني إلى مســـاعدة نحـــو 16 مليـــون شـــخص في إطـــار خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعـــام 2021، ولكـــن اســـتمرار شـــحة المـــوارد تعنـــي إجبـــار شـــركاء العمـــل الإنساني على إعطـــاء الأولوية لمن ســـيتلقى المســـاعدة ومـــا نـــوع المســـاعدة ومتـــى. تماشـــيا مبـــادئ العمـــل الإنساني، ســـتعطى الأولوية علـــى أســـاس أوجـــه الضعـــف والاحتياج لضمـــان أن المساعدة تصل إلى هؤلاء الذين يحتاجونها بشدة.
ويعتبـــر إطـــار التحليـــل المشـــترك بيـــن القطاعـــات عنصراً مركزياُ، حيث يقيس الحتياجات اســـتناداً إلى المؤشـــرات المتعلقـــة بالأوضـــاع الإنســـانية علـــى نحو مـــا تحـــدده مســـتويات المعيشـــة والقـــدرة علـــى التكيـــف والمصلحـــة الجســـدية والنفســـية، فضلاً عن تصنيفـــات الشـــدة التي تتـــراوح من واحـــد (لا توجد/الحـــدّ الأدنى) إلى خمســـة (الكارثـــة). يعيـــش أكثـــر من نصف ســـكان اليمن في مناطق ذات تصنيفات شـــدة تبلـــغ ثلاثـــة وأربعـــة وخمســـة (الأزمـــة والطـــوارئ والكارثـــة علـــى التوالي). تـــمّ تصنيـــف 65 مديرية من أصـــل 333 مديريـــة في اليمـــن بوصفها تمـــر في مرحلة الكارثـــة، وتـــم تصنيـــف 164 مديريـــة بوصفهـــا تمر في مرحلـــة الطـــوارئ، فيمـــا تـــم تصنيـــف 103 مديريـــات بوصفهـــا تمـــر في مرحلـــة الأزمة. وهذا يعنـــي أن العدد مثيـــر للقلـــق، حيـــث يعتبـــر 3.3 ملايين شـــخص من ذوي الاحتياجـــات في مرحلـــة الكارثـــة، ممـــا يشـــير إلى انهيـــار كلـــي لمســـتويات المعيشـــة واســـتنفاد آليـــات التكيـــف كمـــاذ أخير وارتفـــاع معدل الوفيـــات. هناك حاجـــة إلى مســـاعدات عاجلـــة في هـــذه المديريـــات لإنقاذ الأرواح والحيلولة دون انهيار سبل العيش.
فـــوق ذلـــك، يُصنف أكثر من 17 مليون شـــخص من بيـــن الأشـــخاص المحتاجيـــن ضمـــن فئتـــي الأزمـــة والطوارئ في درجات الشدة بسبب تدهور مستويات المعيشـــة والخدمـــات الأساســـية وزيـــادة الاعتمـــاد علـــى اســـتراتيجيات التكيـــف الســـلبية والأثر الكبيـــر للنزاع على الســـلامة الجســـدية والتحمل النفسي. في الواقـــع، تـــم تســـجيل أعلـــى مســـتويات شـــدة الاحتياجـــات في المناطـــق القريبـــة مـــن خطـــوط المواجهة، وذلك يشـــير إلى أن الصراع هو من يســـبب الاحتياجـــات في جميـــع أنحـــاء البلـــد. يســـمح هـــذا التحليـــل تحديـــد الأولويات القائمة علـــى الاحتياجات بفعالية في الاســـتجابة الإنســـانية، بناءًا على مســـتوى شـــدة المناطـــق الجغرافيـــة وتســـليط الضـــوء علـــى الفئـــات الضعيفـــة التـــي تكون بشـــكل غير متناســـب بحاجـــة إلى المســـاعدة الإنســـانية. يشـــمل ذلـــك النازحيـــن واللاجئيـــن وطالبـــي اللجـــوء والمهاجريـــن والأشـــخاص ذوي الإعاقة والمهمشـــين – الأشخاص الذين يحملون وطأة استمرار الأزمة.
LEAVE A COMMENT