خبر خير
تعكس المعدلات المرتفعة لسوء التغذية بين الأطفال، في بلد يعاني أصلاً من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، الأثر الإنساني للحرب الأهلية في اليمن. اعتبارا من يونيو 2020، يعاني خمسة وعشرون في المائة من اليمنيين، بما في ذلك 2.1 مليون طفل و1.2 مليون من الحوامل والمرضعات من سوء التغذية.
استجابة لهذه الحاجة الملحة والمنتشرة، قام الصندوق الاجتماعي للتنمية في العام 2015 بتنفيذ برنامج النقد مقابل التغذية، والذي أدرج منذ ذلك الحين في مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن وهو شراكة بين البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن. يعمل هذا المشروع مع مؤسسات تنموية قائمة مثل الصندوق الاجتماعي للتنمية لتقديم تدخلات الاستجابة اللازمة مصحوبة بأهداف قصيرة وطويلة الأجل.
تم توظيف شابات للعمل كعاملات تثقيف صحي للمجتمع المحلي. وبتوفر مؤهل الثانوية العامة على الأقل، تتلقى موظفات التثقيف الصحي تدريبات أساسية لتقديم جلسات توعوية حول التغذية وفرز حالات سوء التغذية بصورة شهرية. وعلى الرغم من الانخفاض الحاد في التنوع الغذائي في اليمن بسبب الصراع، زادت الأسر المشاركة في البرنامج من شرائها للمواد الغذائية بنسبة 17 في المائة على الأقل؛ وصرفت معظم تلك الاموال على المواد الغذائية غير الأساسية مع زيادة القيمة الغذائية مثل الخضروات والفواكه والحليب والبيض. من خلال هذه الجهود، تلقى ما يقرب من 350,000 من النساء الحوامل والمرضعات (165,739) والأطفال (175,803 ) توعية وتدخلات تغذوية.
عُلا هي واحدة مما يقرب من 4,000 عاملة من عاملات التثقيف الصحي المجتمعي اللاتي تم توظيفهن وتدريبهن من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية. أصبحت في الوقت الراهن قادرة – مع التدريب الذي تلقته – على القيام بتوعية النساء حول سوء التغذية وكيفية توفير الرعاية الصحية الفعالة. “أخبر الأمهات بأنه من الممكن لهن أن يوفرن تغذية جيدة ونظام غذائي متنوع بأي مبلغ من المال. وأنصحهن دائماً بتناول الفاصوليا والخبز والبصل والمكملات الغذائية. حتى اليوم، عملت مع تسع نساء حوامل و13 طفل يعانون من سوء التغذية، وقد تماثلوا للشفاء التام والفضل في ذلك يعود إلى الصندوق الاجتماعي للتنمية.”
آمنه هي احدى الأمهات اللاتي يعملن مع عُلا وذلك بعد ان مرض ابنها بُعيد عشرة ايام من وفاة والده. “بسبب الحزن الذي اجتاحني، لم يكن باستطاعتي إطعام طفلي أي شيء سوى الأسى. كان طفلي يعاني من الإسهال والقيء، وبعد توقف القيء والإسهال، فقد طفلي الكثير من وزنه وضعف جهازه المناعي،” كما تتذكر آمنة.
لحسن الحظ، كانت عُلا معروفة سلفا لدى مجتمعها المحلي، وكانت آمنه على معرفة ببعض علامات سوء التغذية. بعد الوصول إلى آمنه، قامت عُلا باتخاذ الإجراءات فورا: حيث قامت بزيارتها في منزلها وتقييم حالة ابنها وتباحثت بالأمر مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومديرها. ووضحت آمنة بأن “الصندوق الاجتماعي للتنمية قام بتحويل مبلغ كاف لي لنقل إبني إلى المركز الصحي. قاموا بإعطائه الغذاء والدواء في وقت لاحق من ذلك اليوم. تحسنت حالته بشكل أفضل في اليوم التالي، لقد أنقذ هذا البرنامج حياة طفلي.”
تشير أبحاث من معهد بحوث السياسات الغذائية الدولية إلى أن برامج التحويلات النقدية التي توفر الدعم المالي للأسر لشراء الغذاء نجحت في الحد من سوء التغذية الحاد الذي يسببه الصراع في اليمن.
منذ حدوث تلك المخاوف الصحية، آمنه تحضر بصورة منتظمة الجلسات التي تقدمها عُلا عن التوعية بتغذية الأم والرضاعة الطبيعية، وهي الآن على دراية بكيفية تعزيز أفضل النتائج في مرحلة الطفولة. “لقد قمت بتطبيق ما تعلمته من عُلا وقدمت له الطعام الصحي وتغذيته من صدري. لم أكن أعتقد أن علي سيبقى على قيد الحياة؛ والشكر موصول للصندوق الاجتماعي للتنمية لإنقاذ حياة طفلي.”
LEAVE A COMMENT