خبر خير – فاطمة رشاد
أثبتت المرأة اليمنية أنها قادرة على أن تصنع من المستحيل نجاحًا، وأن تدير مشروعات وتنافس الرجل في سوق العمل بكل جدارة، خطوات يسيرة ومشروعات مازالت تشق طريقها، بطلاتها نساء يمنيات.
حنان البذيجي من أبناء منطقة كريتر حاصلة على دبلوم محاسبة أمٌّ لثلاثة أولاد، استطاعت عن طريق تجربتها أن تبرز دور المرأة المكافحة، وتتحدى الظروف التي حاصرتها وتتفوق عليها.
تقول حنان عن بداياتها: “فكرت بالعديد من المشروعات الصغيرة، ومنها مشروع صناعة البخور، فأخذت دورة في صناعة البخور مدة شهر، وعملت بهذا المشروع مدة سبع سنوات، ولكن ربح هذا المشروع لم يكن كافيًا لتغطية النفقات الملقاة على عاتقي”.
أدركت حنان ضرورة تطوير مهاراتها، فانخرطت في دورات تدريبية في مجالات مختلفة منها التسويق، والحاسوب وغيرها، أما الدورة التي غيَّرت مسار عملها فكانت دورة إدارة المشروعات. من هنا أصبحت حنان مؤهلة لكي تخوض تجربة إدارة مشروعها (ملك الكشري أبو عمر).
وعن بداية مشروعها تقول : “بعد أن أغلق مطعم ريمي فقد زوجي عمله، فوجدت أنها فرصة نستثمر تجاربنا وخبراتنا معًا في تحضير الكشري”.
وعن ذكاء زوجته في إدارة مشروعهم الصغير، يقول أبو عمر: “زوجتي تدرس دائمًا الفكرة قبل الشروع في تنفيذها، كما أنها تجيد التعامل مع الزبائن، وهو ما مكَّنها وفي فترة وجيزة من النجاح، وأسرتنا فخورة بها كثيرًا لأنها مثال للزوجة والأم العاملة الناجحة، وهذا المشروع العائلي هو مصدر رزق لأسرتنا”.
كل مشروع يواجه صعوبات قبل أن يؤتي ثماره فمشروع بيع الكشري واجه عراقيل وصعوبات كان أكثرها وقعًا فشل العملية التي أجراها زوج حنان في إحدى عينيه والتي تسببت في فقدانه لبصره. وعن ذلك تقول حنان: “بعد فقدان زوجي البصر في إحدى عينيه، أخذ ابني مكانه، وأصبح هو من يساعدني في العمل، ومع ذلك فإننا لا نستطيع الاستغناء عن أخذ المشورة من زوجي، كون المشروع قائمًا على خبرته في الطبخ”.
لم تتوقف الصعوبات التي واجهت مشروع حنان عند ذلك، بل كان لجائحة كورونا أثرها الواضح في الخسائر المالية التي تعرض لها المشروع؛ فإغلاق المحلات والشوارع جعلها تعمل في جزء من البيت. ولم يكن ذلك يكفي لدفع الإيجار ولا لتغطية المصروفات، ومن الصعوبات التي واجهتها أيضًا ارتفاع الأسعار لا سيما البسطة التي تدفع إيجارها بالعملة الصعبة.
وعن سؤالنا لها عن الدعم الذي تلقته من المنظمات قالت حنان: “قدمت اسمي لمنظمات عديدة كي أحصل على دعم لمشروعي ولم أنجح في أخذ التمويل لمشروع البخور الذي كنت أفكر فيه مجددًا، ولكنني حصلت على دعم من إحدى المنظمات العاملة في دعم المشروعات الصغيرة لمشروع المأكولات الذي افتتحته، وبعد ذلك قمت بطلب قرض وحصلت عليه عبر مؤسسة جسور، وقد ساعدني هذا القرض على تطوير مشروعي”.
تطمح حنان البذيجي إلى أن تمتلك مطعمها الخاص، كما تأمل أن يهتم ذوو الاختصاص والداعمون بالمشروعات الصغيرة، لا سيما تلك التي تديرها النساء، ولنجاح هذه المشروعات الناشئة تقترح حنان أن تُقدَّم لهم أكشاك في الحواري بأسعار رمزية، حتى يتمكن مالكو هذه المشروعات من توسيعها والاستثمار فيها.
LEAVE A COMMENT