خبر خير – فاطمة رشاد
انتشرت في الأسواق اليمنية خلطات تجميلية معظمها مصنَّع ومُركب محليًّا، منها ما حذر منه الأطباء، ومنها ما شارك أطباء في تصنيعه ليدخل سوق المنافسة بهذه التجارة التي تُدرُّ المال خصوصًا أن السيدات يقبلن على الخلطات التجميلية إقبالًا شديدًا.
ساندرا صاحبة مشروع خلطات التبييض تقول: ” بدأت مشروعي منذ عام ونصف ومن الصفر، ووجدت إقبالًا كبيرًا على المنتجات وكان أكبر من توقعاتي”.
وتوكِّد ساندرا أن المنافسة بين التاجرات والأطباء المتخصصين في مشكلات الجلد الذين يعطون النساء مراهم تصنَّع في معامل خاصة؛ تعتمد على أمانة الدكتور والتاجرة.
وتضيف ساندرا: “هناك أطباء يحذرون من الخلطات؛ لأن هذا الطبيب يعمل في معامله الخاصة خلطات هو من يستفيد منها في عيادته، وصيدليته، يعني أنَّ الموضوع موضوع نسب وأرباح، وكذلك التاجرات كُل تاجرة حسب أمانتها. فهناك أشخاص للأسف لا يؤتمنون في هذا المجال، فلا يهمهم إن جهزوا موادًا تضر بالبشرة وتسبب أعراضًا جانبية، وفي الجانب الآخر هناك تاجرات يعملن بمبدأ الأمانة ومن ثمَّ تتعامل معهن النساء باطمئنان فيحققن لهن اسمًا تجاريًّا معروفًا في السوق”.
منتجات تجميلية طبيعية
تنصح الكوافيرة نورا حيدرة من محافظة عدن النساء باستخدام خلطات التبييض الطبيعية المتعارف عليها التي تناقلنها عن الجدات.
وتقول نورا: ” أمهاتنا وجداتنا كُنَّ يستخدمن ما هو طبيعي كالكركم والسدر والنَّشا وأشياء طبيعية نقوم بتجهيزها بأيدينا بعيدًا عن خلطات الكريمات التي لا تأتي إلا بنتائج سلبية على المدى البعيد”.
من جهتها تقول شمعة (مساعدة صيدلانية): “لدي منتج خاص من مواد التجميل أسميته (لولو)”.
وأضافت: “بدأت مشروعي منذ عام وكان محصورًا بين الأهل والمعارف، ووزعت المنتج في السوق منذ أربعة أشهر.
وقالت شمعة: “أنا صيدلانية وأفهم بالأدوية وأضرارها وأنصح العميل بما يناسبه ويحلُّ مشكلته سواء من منتجي أم من منتج آخر والحمد لله كسبت ثقة نساء كثيرات”.
وتوكد شمعة أن المواد التي تستخدمها لطيفة وآمنة ولا يوجد أيُّ ضرر فيها، مشيرة إلى أن هناك إقبالًا كبيرًا على الخلطات بخاصة التي تعالج مشكلات البشرة أكثر من كونها كريمات أو خلطات تبييض.
وعن المردود المالي العائد إليها تقول شمعة: “العائد المادي قليل، وكما يقولون:( قليل دائم خير من كثير منقطع)”. ولشمعة منتجات أخرى تقوم بتركيبها، وهي منتجات “كريم لولو” لتفتيح الوجه الذي يتكون من جلِّ الصبار وسيروم فيتامين سي وسيروم شجرة الشاي، وكريم طبي مفتح، و٨٠٪ كريم مرطب يحتوي على الطبقة الأخيرة من حليب الأبقار وزبدة الشيا وزيوت معالجة.
ملكة الخلطات الطبيعية
ربا الهدار صاحبة أشهر الخلطات الطبيعية في محافظة عدن التي قادها شغفها إلى أن تصبح ما عليه اليوم، حرصت ربا على شراء كتب الخلطات والتداوي بالأعشاب وهذا ما جعلها تقبل على تجهيز خلطات خاصة بها، لم تفكر في أن يخرج مشروعها إلى النور، ولكن تحفيز الأهل جعل مشروعها المنزلي متصدرًا بين المشاريع المشابهة له”.
وتقول ربا الهدار: إن أبرز الصعوبات التي تواجهها في مشروعها تتركز في ارتفاع سعر الدولار، وفارق العملة؛ لأن أغلب المواد الخام التي تستخدمها لا توجد في اليمن فتضطر إلى جلبها من الخارج.
كما تقول: “منتجاتي تعدُّ آمنة ولا يوجد فيها أيُّ أضرار؛ لأنها طبيعية ولا تحتوي على أي مواد كيماوية فهي آمنة حتى على المرضع، ومتى ما أوقف استخدامها لا تؤثر سلبًا في البشرة، عكس بعض الخلطات التي تتسبب في ذلك”.
تحذير الأطباء من مستحضرات تجميلية محلية الصنع
“بن معمر” لتوزيع مستحضرات التجميل في اليمن لا يحبِّذ أن يتعامل مع هذه الخلطات، مع أن كثيرًا ممن يتعاملن معه يطالبن بتوفيرها.
وحذرت نجلاء حسن (دكتورة صيدلانية) من خلطات التبييض التي تستخدم في عدن.
وقالت الدكتورة نجلاء: “إن الكثير من مستحضرات التجميل المحلية لها نتائج وخيمة مع مرور الوقت، كما أن أكثر الوافدين لعيادات اختصاصي الجلد هم نساء وبنات في مقتبل العمر سببت لهن كريمات تفتيح البشرة أضرارًا واضحة”.
وتوكِّد نجلاء عدم خلو أيِّ كريم يقال إنه طبيعيٌّ من هذه المواد، وأغلب الكريمات والخلطات الموجودة في الأسواق تحتوي على الكورتيكوستيرويدات، والهيدروكينون.
وتضيف: ” يُحدَّد لون البشرة عن طريق تركيز ثلاثة أصباغ رئيسة وهي الميلانين، والهيموجلوبين، والكاروتين، وتوجد هذه الأصباغ في باطن الجلد وتتجمّع لإنتاج صبغة سطح النسيج الحيويّ بما في ذلك صبغة الجلد والعينين والأغشية المخاطيّة، وحدوث أيِّ خلل في تركيز هذه المواد قد يؤدي إلى تغيير مختلف في لون الجلد والأنسجة المرئيّة الأخرى، وقد يسهم في تشخيص أحد الأمراض أو المشكلات الجلديّة، والمواد المبيضة تعمل على تثبيط عمل الإنزيمات، وتسبب خللًا ومشكلات غير التجاعيد المبكرة وتشوهات خلايا البشرة، كما أنه بعد فترة من تشبع البشرة بمواد التبييض تؤدي إلى موتها.”
مع أو ضد الخلطات
أميمة قاسم التي عللت أسباب هوسها بالخلطات الطبيعية قائلة: “أنا أحب استخدم الخلطات وبخاصة خلطات التبييض والزيوت الطبيعية والصابونية مع أني كنت أتجنبها سابقًا، ولكن بعد تجربتها وجدت نتائج مرضية مما جعلني أواصل استخدامها”.
وتختلف معها أم عبودي السامعي، فتقول: ” لست ممن يهتم بالخلطات لدرجة التعلق بها مع أنني لا أكذبك وأقول: لقد استخدمتها لفترة ووجدت نتائج مبهرة، ولكنني لم أعد إليها كوني لا أثق بالمواد التي تدخل في تصنيعها، وأعرف إحدى الصديقات التي أصيبت بسرطان الجلد نتيجة استخدامها لخلطات التبييض”.
مشكلات تواجه صانعات خلطات التجميل
تواجه مالكات المشروعات المنزلية المتخصصة في بيع خلطات التجميل مشكلات في عملهن أبرزها التشكيك في منتجاتهن التي يغلب عليها الاعتماد على الطبيعة. كما أنهن لا يجدن المواد الخام التي يجهزن بها خلطاتهن التجميلية، مما يضطرهن إلى استيرادها من الخارج وبالعملة الصعبة، وهذا الأمر ينعكس على سعر المنتج الأساس الذي يجب أن يكون منافسًا للمنتجات المستوردة. إن هذه الكريمات مع ضرر بعضها ــــ بحسب تحذيرات الأطباء ــــ إلا أن لها منافسًا في سوق التجميل في اليمن لاسيما في أسواق عدن”.
ومن الممكن الاستفادة من هذه المنتجات السهلة وتحويلها إلى مشروعات تجارية تمتلك علامة تجارية، وذلك إذا ما قام مكتب الجودة بفحصها والتأكد من خلوها من المواد الكيميائية التي تسبب أمراضًا جلدية.
كما يجب الاهتمام ودعم مالكات هذه المشاريع كونهن يمثلن مصادر دخل رئيسة لمئات الأسر.
LEAVE A COMMENT