خبر خير – فاطمة رشاد
يعاني اليمن من حالات سوء التغذية الحاد التي بلغت قرابة نصف مليون حالة في بعض المحافظات اليمنية، وفقًا للدراسة التحليلية لسوء التغذية التي رصدتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وبرنامج الأغذية العالمية وشركاؤهم.
وحذرت في وقت سابق منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غرانداندي من أن اليمن سيقف على أزمة أمن غذائي إذا لم ينته الصراع الدائر فيه منذ ثماني سنوات.
وفي محافظة عدن تحديدًا قامت العديد من المنظمات والمؤسسات والجمعيات بخفض مستوى سوء التغذية من خلال برنامج الأغذية العالمية WFP عبر شركائها العاملين في اليمن، حيث رصد موقع “خبر خير” مشروع التغذية الذي تنفذه جمعية التكافل الإنساني، وقد صرح زكريا يسلم (مدير البرامج في الجمعية) عن المشروع الذي قاموا بتنفيذه، قائلًا: “يغطي برنامج التغذية التكميلي الوقائي في محافظة عدن 4 مديريات هي: المعلا، وصيرة، وخور مكسر، والمنصورة. أما عدد النقاط والتوزيعات فهي 228 نقطة، أبو مربع توزيع، كما بلغ عدد المتطوعات 684 متطوعة في المديريات الأربع.
وتهدف هذه الحملات إلى الحدِّ من سوء التغذية والوقاية منها لكلٍّ من الأطفال والنساء.
وأضاف: “وقد قمنا بعمل حملات توعية للحوامل عن أهمية الرضاعة الطبيعية، وضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية. كما قمنا بالمسح الغذائي على جميع الأطفال ما بين 6 أشهر إلى 24 شهرًا وإحالة الأطفال المصابين بسوء التغذية إلى المرافق الصحية، وتوزيع الصويا والبلمبي دوز(زبدة الفول السوداني) للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات إلى جانب الإسهام في رفع قدرات المتطوعات وتأهيلهن في مجال متطوعات صحة المجتمع. وقد دُرِبت المتطوعات قبل بدء المشروع عن طريق “دورة التغذية التكميلية الوقائية”.
ويلخص زكريا إجمالي عدد الكميات التي وُزِّعت من يوليو إلى سبتمبر 2021:
خليط صويا (57.603) أطنان، وبلمبي دوز( 24.252) طنًا، ويأتي ذلك بدعم من برنامج الأغذية العالمية، وبتنفيذ جمعية التكافل الإنساني SHS، وقد بلغ إجمالي المستفيدين المستهدفين في المديريات الأربع إلى 31044 طفلًا، و43569 امرأة حاملًا ومرضعًا.
ومن مكان التوزيع تحدثت إلينا أمُّ سالم، قائلة: “درَّبتنا الجمعية لكي نستطيع أن نتعامل مع الحالات التي تواجهنا فعن طريق نزولنا وعملنا للمسوحات، نواجه أحيانا أناسًا لا يعرفون طبيعة عملنا، فيصدوننا ويقولون لا يوجد لدينا أطفال أو نساء حوامل ونكتشف بعد ذلك وجود نساء حوامل ومرضعات، وهذا ما يجعلنا نقف عاجزين تجاه تقديم الأغذية تقديمًا سليمًا”.
تشاركها زميلتها سحر قائلة: “استطعنا أن نقدم الأغذية عبر عقال الحارات، وقمنا بتوزيعها توزيعًا رسميًّا ومنظمًا بعدما عملنا مسحًا دقيقًا للحالات، وفي أثناء قيامنا بالنزول للتوزيع وجدنا الحالات تنتظرنا عند النقطة المحددة التي اتفقنا عليها”.
ومع وجود فئات غير متفاعلة إلا أننا وجدنا وعيًا واضحًا لدى قطاع كبير من النساء الحوامل والمرضعات اللاتي حضرن لأجل أخذ الغذاء من الجمعيات والمنظمات استشعارًا منهن بأهمية الموضوع، وهو الأمر الذي أكدته إحدى المشرفات على المشروع.
تقول أم خالد إحدى المستفيدات التي حضرت لأخذ الغذاء: “أنا مهتمة بالموضوع لأن لدي طفلة تعاني من سوء التغذية، وكنت أذهب إلى المركز الصحي القريب من البيت وآخُذ الغذاء، مع الانتباه لنقطة مهمة وهي أن الغذاء السابق كان غير مقبول أما الغذاء الموزع الآن فطعمه متميز ومحبب لدى الأطفال.
LEAVE A COMMENT