خبر خير – رقية دنانة
أزمات، صراع، مآس مختلفة، صور وأصوات ألفها المتابع للشأن اليمني من الخارج، ولكن في خضم هذا المشهد القاتم يوجد هناك توجه ملحوظ لليمنيين من فئة الشباب والنساء للحضور والمشاركة في برامج التدريب والتأهيل في المجالات التنموية والإعلاميَّة وحل النزاعات، والسلام.
ويأتي هذا التوجه من قبل الشباب والنساء منسجمًا مع رغبة هذا القطاع في عرض منظوره الخاص لحل الأزمة اليمنية الذي لن يتأتى إلّا عن طريق امتلاك فئة الشباب والنساء للأدوات التي تحقق لهم رؤية مركزية واضحة حول ما يريدون تحقيقه على الصعيد الشخصي والمجتمعي.
وتقوم منظمات المجتمع المدني والجمعيات والمؤسسات اليمنية بدورٍ كبيرٍ في هذا المجال حيث تسخِّر إمكاناتها وخبراتها؛ من أجل صنع وعي مدرك ومحيط بقضايا المجتمع اليمني وإيجاد أرضية مشتركة لوجهات النظر المتباينة، ومن جهة أُخرى تقدِّم برامج تستهدف المتدرب وتجعله قريبًّا من القضايا الإنسانيَّة العالميَّة، وحتَّى يكون الكادر المُدرب مؤهلًا سعت أغلب هذه المراكز والمنظمات لإخضاع كادرها الوظيفي إلى دورات تدريبيَّة مكثفة، لضمان فرص تدريبيَّة ناجحة للمُدربين فيما بعد.
وقال عاصم العشاري (مدير البحوث والسياسات العامة في مؤسسة رنين اليمن): “إن مؤسسة رنين نفَّذت خلال العام الماضي (٢٤) مشروعًا، تخللته العديد من الأنشطة والفعاليات استهدفت معظمها الشباب اليمني ذكورًا وإناثًا”.
وأضاف العشاري: “أن المؤسسة استهدفت في برامجها أعضاء الهيئات والكيانات والأحزاب السياسية حيث بلغ مجموع المحافظات المستهدفة (١٤) محافظة يمنية وبلغ إجمالي عدد المستهدفين المباشرين لتلك المشاريع (٢٢٩٩) مستفيدًا، منهم (١٧٥٦) شابًا، مقابل (٧٥٦) من الإناث.
ووكَّد العشاري أن عدد المستفيدين غير المباشرين من تلك البرامج بلغ (١٩٥٣٣) شخصًا.
وحول قضايا التنمية استهدفت مؤسسة رنين بفضل مشروع مساهمتي ١٦٠ شابًا دربتهم في مجال دراسة احتياجات المجتمع والجندر(النوع الاجتماعي) والاتصال والقيادة، بالإضافة إلى حلِّ النزاع والحوكمة (مراقبة نشاط المؤسسة والقائمين عليها)”.
كما وكَّد العشاري أيضًا أهمية إدماج الشباب في مبادرات تنموية بواسطة إنزالهم إلى الميدان؛ ليتمكنوا من إدارة المشاريع التنموية والعمل على تحفيز المجتمع على المشاركة في المجال التنموي.
سيدة أحمد مساعد (إدارية في مركز SOS للتدريب والتأهيل) وكَّدت أن كثيرًا من الشباب الذين خضعوا للتدريب تغيرت آراؤهم فيما له علاقة مباشرة بالقضايا التي قُدّمت حولها الدورات التدريبيَّة والتي تلقاها أكثر من (2000) متدرب ومتدربة في مركز sos خلال العام المنصرم.
وأضافت سيدة أن التدريب المهني للشباب يساعدهم على رفع مستوى الإنتاجية فيما يخص مشاريعهم الخاصّة الفعليَّة أو المستقبلية، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابًا فيما بعد على تحسين مستوى دخلهم الخاص.
ويبقى الحديث عن جودة هذه البرامج التدريبّة منوطًا بدرجة أساسية بقياس معدل التحقق الفعلي من الاستجابة على أرض الواقع وليس في وسائل التواصل الاجتماعي أو في الوسائط الإعلامية المختلفة، وهو الأمر الذي لا يمكن إخضاعه للدراسة الإجماليَّة. ما تقدمه المنظمات المشرفة على التدريب من إحصائيات حول عدد المتدربين والمشاريع التي تمكنوا من تحقيقها لا يقدِّم سوى زاوية محدودة عن حجم تحقق الفائدة الكليّة لهذه الدورات التدريبيَّة ومدى جدواها على المدى الطويل لا سيما أن عدد الدورات التدريبيَّة التي تقدم للمتدرب كثيرًا ما يشوبها التكرار.
LEAVE A COMMENT